
هذه نصيحة من مواطن موريتاني لا يملك سقفا في وطنه، رغم أنه مستعد للتضحية من أجله، وهي الحلقة الثانية التي أتقدم بها أنا الجندي السابق مجمد سالم ولد هيبه، وسأقف عند الثالثة، إذا لم اجد استجابة لنصائحي إلى رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، الرئيس المثقف ابن الأسرة الكريمة الصالحة، وأنت أملنا الوحيد اليوم ونحن نشاهد بلدنا الوحيد يتهالك أمام أعيننا بفعل عبث أبنائه.
لقد جئت إلى الحكم ياسيادة الرئيس في وقت تفقد فيه الدولة مصداقيتها وتتحكم فيها الفوضى من كل قطاع، وتفتقد لمنظومة القيم والأخلاق المعروفة في هذه البلاد، وجئت بحكومة من أبناء موريتانيا لكنها غير قادرة على تلبية وعوده المطلوبة، و جئت يابن الغزواني وموريتانيا تشهد انهيارا في الإنتاج قد يعرضها لانتكاسات قوية، بعد انتشار وتحكم جائحة كورونا وبعد فترة من حكمك صرح المواطنون أنهم غير راضين عن تعامل الحكومة مع الجائحة
إن النظام الحالي تتحكم فيه ثلاثة لوبيات، واحد منها في الحكومة ويتقاتل في ما بينه، والثاني من الأنظمة السابقة، و يعمل على إرساء قدمه ولوبي ثالث من رجال الأعمال والسياسيين وهم من يعملون على مصالحهم الشخصية فقط، ويهاجمونك، وهم من يقف خلف كل فساد وتدمير في موريتاينا، من تسريبات وتسجيلات وكل الإشاعات التي تحمل عيبك، وهم من يأتوك ويخبرونك بأن فلان وفلان هم فعل ذلك، وانت ياسيادة الرئيس أدرى مني بذلك.
فعليك أن تعي ذلك وتشمر عن ساعد الجد وتبدأ في إدخال تعديلات إصلاحية واسعة لتغطية العجز الاقتصادي الذي يزداد في ظل جائحة "كورونا"، وعليك أن تضع حدودا للحرية، فهي كالملح في الطعام، لابد منه وكثير منه يفسد الطعام، كما أن موجة الانتفتاح والفوضى التي خلفتها الثورة التنكلوجية يتم استخدامها بغباوة ودون نظام خصوصا في المجتمعات البدوية، فيجب وضع قانون للحد من الحرية وانتشار الفوضى، وإجبار الاعلام على التكتم على أخبار القوات المسلحة وقوات الأمن، ومنع نشر تحويلات ضباط الجيش و الدرك وضباط الشرطة والحرس في منصات التواصل الاجتماعي وفي الوسائل الاعلامية، وجعل رئيس الجمهورية ورئيس مؤسسة المعارضة والمؤسسة العسكرية والأمنية، خطوطا حمراء مستثناة من الفوضى والتخبط الاعلامي، معاقبة من يتناولها بسوء.
وعليك بانتشال وطنك من قبضة حكومة فاشلة، و اختيار حكومة قوية تستمع للشعب بعيدة من الحكومات البوليسية التي جربناها خلال حكم ولد هيداله واستنتجنا أنها فاشلة.
إن لك علاقتك الواسعة مع دول كبرى، وأنت قادر من خلالها على بناء دولة، وعليك أن تبدأ بالقطيعة مع الماضي، فهي الطريق الأمثل للنهوض اليوم وأنت تقود دولة مليئة بالصراعات النائمة.
وختم ولد هيبه بقوله لقد عاصرت كل الأنظمة السابقة من ولد هيداله إلى اليوم، واكتشفت أن الدولة البوليسية فاشلة، وأن الدولة لا تبنى على النميمة وبث العيون، ولذلك أنصحك يابن الغزواني وأنت لديك من المخابرات العسكرية والأمنية، ما يغنيك عن استخدام الوسائل البدائية من المتابعة كتسجيل المكالمات ونقل التفاهات والإشاعات "فلان معك وفلان ضدك".
إنني أناشدك بصفتك رئيس الجمهورية المنتخب ورئيس المجلس الأعلى للقضاء والقائد الأعلى للقوات المسلحة، أن توقف ملف العشرية، وتوقف التحقيقات، فقد شمل أغلبية الموريتانيين من الموتى والأحياء، وعليك أن تطوي ملف العشرية، وتعمل مقاطعة نهائية مع الماضي، وأنت قادر على ذلك، وتكمل طريقك لبناء دولة ديمقراطية ومساواة، وسيعينك الله بنصره في تحقيق ذلك.










