
شهدت الساحة السياسية منذ أكثر من أسبوع ضجة واسعة في منصات التواصل الاجتماعي، دارت في معظمها حول تضخيم قضية ارتفاع الأسعار تلك القضية التي لم ترتبط بفترة سياسية ولا بحكم، وليس كل ما قيل عنها سوى موجة لها صداها السياسي والاعلامي أكثر مما هي عليه في الواقع، ويبدو من الملح أن يتم توضيح بعض الأمور في أوانها، فليتضح للجميع أولا أن قضية ارتفاع الأسعار هي قضية عالمية وليست من صنع رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وليس ذلك دفاعا عن الرجل بقدر ما هو كشف لحقيقة لها ما يبررها وفق الخبراء في مجال السوق العالمية وحركة البضائع وبمقارنة الأسعار المحلية بنظيراتها في دول الجوار، وبالاطلاع على تغيرات الملاحة الجوية وارتفاع مستوى البحر الذي أدى لتأخر رسو السفن المحملة بالبضائع من مختلف دول العالم، كلها عوامل تؤثر على واقع السوق.
وفور انتهاء مجلس الوزراء المنصرم أعطى رئيس الجمهورية تعليماته الصارمة لأعضاء الحكومة بضرورة معالجة فورية لقضية ارتفاع الأسعار في أقرب الآجال، وتم بالأمس اجتماع لعدد من أعضاء الحكومة لمعرفة ملابسات القضية وكيفية وضع رقابة تكفل للمواطن تناول الموادا لغذائية الأسياسية، بأسعار مقبولة، لكنه من الضروري على المواطنين والمسؤولين أن يطلعوا على حيثيات الأمور قبل نقاشها والحديث عنها على الملأ وعلى آذان الرأي العام، وعلى الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعية أن يتريثوا ويتبينوا قبل بث الرعب في قلوب المواطنين بما يتناولون من إشاعات ليس لها أساس في الواقع في الغالب، كما ويجب إرجاع الامور للجهات المختصة.
إن رئيس الجمهورية لا يشغله شاغل عن خدمة المواطن، وهو في جانبه دائما، وسبق له أن برر ذلك في أكثر من مناسبة، آخرها ما تم تقسيمه على المواطنين خلال موجتي "كورونا" الأولى والثانية، و لا يجوز أن يحمل مسؤولية كل شيء، بينما هناك جماعة في الخارج لم تقدم أي شيء لموريتانيا وتسيء للرئيس بالكلام الجارح، وتألب الرأي العام على النظام، في حين أن النظام يفتح بابه للجميع من معارضين ومنتقدين، هؤلاء المعارضون الذين ليسوا معارضين وإنما يعملون لصالح جماعات أخرى وسنكشف أسماءهم بعد حين.
إن رئيس الجمهورية لم يرفع الأسعار بل ساعد المواطنين على تحمل تبعات ما يقوم به التجار في السوق.
كما يلاحظ بعض المراقبين للوضع السياسي أن لمسات شخصيات من النظام السابق تبدو بارزة في هذه الضجة التي تطفوعلى السطح اليوم.
إن من أراد أن يقول الحقيقة فإن ولد الشيخ الغزواني فعل ما بوسعه من أجل مصلحة المواطنين، وفتح بابه أمام المقيمين في الخارج وأعطى الفرصة للجميع، لكنه يحتاج اليوم لتقوية جهازه التنفيذي والسياسي فهما فعلا يحتاجان للاصلاح، فقربه من المواطن وتعامله مع فيروس كوورنا كان مثالا يحتذى، بشهادة من الجميع.
وخلاصة القول أن نظام ولد الشيخ الغزواني ليس لديه ما يمنحه مقابل تلميع صورته، من قطع أرضية وسيارات فاخرة، ورغم أنه هناك من يعطي مقابل شتمه بالأكاذيب فإنه يقبل النقد الصادق من الجميع.
اتلانتيك ميديا