على الدولة أن تسارع في حماية الوحدة الوطنية ومعاقبة من يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار

من المتعارف عليه أنه يوجد سٌلم قانوني يتبع لاسترجاع الحقوق في كل دولة، بعيدا عن الفوضى وإثارة الشغب، وفي دولة القانون هناك طريقة للتظاهر، قبل أن يتجه أصحاب القضايا إلى القصر الرئاسي وإثارة الشارع وعرقلة حركة السير وسط العاصمة، فيجب أن يتبع السلم الإداري للقضية، من العمدة إلى الحاكم إلى الوالي إلى الوزير وهكذا صاعد.

ويصدق الأمر على جميع الملفات التي تحت يد القضاء، فليس من الانصاف أن يتجه كل صاحب حق إلى القصر الرئاسي ويبدا في الصراخ والعتب على الدولة والمسؤولين فيها، لاسترجاع حقه الخاص.

ومن أمثلة ذلك ما يقع اليوم إزاء ملف العشرية الموجود عند القضاء وليس لأحد الحق في استعجال نهايته، أو طرح اقتراح للعدالة في شأنه، وكذا ملف دائني الشيخ الرضى هو الآخر في يد القضاء ويتبع له، ولن يغير مجري العمل فيه ما قوم به المتظاهرون من شغب ومعاندة لعناصر الأمن.

ومعنى كل ذلك أنه ليس من الانصاف تحميل الدولة تبعات لا تعنيها في ملفات هي في يد القضاء، وهو المسؤول عن إدارتها ويعرف الطريق التي ستسلكها حتى تخرج للرأي العام.

لكن فوضوية المجتمع وانفتاحه إلى جانب الحرية التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي زاد في ارتفاع موجة الفوضى التي يعيشها المجتمع، كما للدولة ضلع في القضية، ويجب أن تتحمل مسؤوليتها اتجاه الأمر، فكثرة الحرية تقتل الحرية كما يقال، حيث أصبح لكل أحد الحق في فتح حساب في الفيسبوك او الواتساب، والهجوم على من شاء والتعليق على ملفات معقدة وتسريب أسرار الدولة إلى العامة، وهو أمر محظور ويجب معاقبة فاعليه، كما اصبح من المألوف والمعتاد أن يستخدم معجم الكلام الساقط والمسيء للمجتمع المسلم المسالم، ويطرح هذا في متناول الجميع كبارا وصغارا، وهو ما ينذر بانتكاسة أخلاقية في الأفق، وتراجع كبير في منظومة القيم والمثل الموروثة عن أسلاف هذا المجتمع المسلم، فعلى الدولة، ممثلة في رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني أن تقيد فضوية المجتمع وانفتاحه عن الملفات الحساسة، حتى لا تستيقظ على فوضى لا نهاية لها.

وكان آخر ما يثير الرعب ما يتنشر اليوم من الفوكولات التي تمس من الامن والاستقرار والوحدة الوطنية، ما يفرض على الدولة الموريتانية أن تقبض بيد من حديد على كل من يحاول المساس بالوحدة الوطنية أو يدعو لزعزعة الأمن والاستقرار، فلا خير في حرية تدعو للفتنة والفرقة والمواجهة بين الشعب والدولة، وذلك ما  أصبح يصرح به في بعض الفوكالات المنتشرة في الواتساب والفيسبوك اليوم.

 

اتلانتيك ميديا

جمعة, 29/01/2021 - 10:08

          ​