هل يترك ولد الشيخ الغزواني وسائل التواصل الاجتماعية تقود موريتانيا إلى مجهول؟

يوما بعد يوم تظهر فوكالات وتسجيلات جديدة يصب أصحابها الزيت على النار شفاء للغليل، دون مراعاة ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على الوحدة الوطنية وعلى أمن واستقرار الوطن.

لذلك أنشئت وسائل التواصل الاجتماعية من طرف الغرب لبث سموم الناس والنيل من أعراضهم، والتجسس عليهم وتوزيع كل ذلك على مسامع من هو خارج دائرة التواصل.

إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعية من طرف جهات سياسية أو اجتماعية مختفية، في تأليب الرأي العام ضد بعضه، وزرع الخلافات بين جهات الوطن، والبحث في مثالب كل قوم، ومحاولة تصادم الشخصيات المؤثرة، وإحاكة الفتن بين أبناء الشعب الواحد هو جريمة يجب الوقوف دونها، فنحن نعيش في دولة وبدون توظيف القوانين الرادعة قد ينفلت الوضع من السيطرة في أي وقت، وعندها لن تكون هناك سلطة، ولا أمن.

إن أمام رئيس الجمهورية المنتخب من طرف الشعب الموريتاني اليوم خيارات محدودة جدا، وهو المسؤول عما يدور في أرض الوطن وعلى اطلاع  عليه، فإما أن يفتح عينيه على واقعه، فيلجم الفوضوييين والسياسيين أصحاب المآرب الخفية، ويجرم المس من أعراض الناس ونعتهم بالسوء وشمتهم والتراشق بين الفئات الاجتماعية في مواقع التواصل الاجتماعية، ويعين سلطة رادعة لحفظ السلام في هذا الفضاء المفتوح الذي أصبح مسكنا للجميع.

فلا توجد صفحة ولا بث مباشر في مواقع التواصل الاجتماعية إلا وخلفها جماعة تمتهن سياسة النعامة، فليس ما نعيشه حرية بل فوضى عارمة تقود  إلى طريق مسدود.

وإما أن يستعد ليوم قريب لا يمكن تحديد أبعاده يوم تسود فيه الفتنة ويصل الفوضويون لمآربهم من قريب، فلا نجاة عندها لحامل سلاح ولا صاحب رتبة، ولن يأت مساء ذلك اليوم حتى تكون الرقاب قد سقطت عن المناكب.

إن موريتانيا شعب واحد رغم كل الخصوصيات، وعلى أرض واحدة و يعتقد الاسلام وله ما يجمعه أكثر مما يفرقه، وهو أحوج للتوجه للتنمية والعمل واللحاق بالدول المتقدمة، بدلا من المقارنات العقيمة، والصدامات السياسية والفتن الاجتماعية التي لا تملأ جيبا ولا تسد رمقا.

فعلى ولد الشيخ الغزواني ونحن على مسؤوليته أن يوجد وبسرعة ملاذا لهذا الشعب لينقذه من نفسه ومن طيش أبنائه، ويسلك به طريقا آمنا، حتى ولو تطلب ذلك اجبارية التجنيد أو اجبارية العمل في المزارع، فذلك أحوط للنظام من هذه الفوضى التي تسير بأبناء الشعب إلى مجهول.

 

اتلانتيك ميديا

 

أحد, 07/02/2021 - 12:21

          ​