
ماذا يريد الشعب من نظامه الذي انتخبه أن يصنع مما لم يعمل حتى الآن؟
فالقرب من المواطنين والاطلاع على معاناتهم، وفتح باب القصر للمعارضة ولزعماء الأحزاب السياسية، وللسياسيين القادمين من الخارج، ميزات طبعت سياسة ولد الشيخ الغزواني، الذي انشأ وكالة "التآزر" والتي توزع الأموال على المواطنين في عموم التراب الوطني، وغيرها من البرامج الداعمة للفقراء والمحتاجين.
"التآزر التي كنا ننتقدها بشدة، قبل اطلاعنا على حقيقة عملها ومساهمتها الكبيرة في دعم للضعفاء والمحتاجين، وعرفنا أنها لولا التآزر لكان المواطنون يواحهون كارثة حقيقية، خصوصا في ظل الموجة الأولى والثانية من جائحة "كورنا" وارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية.
لكن بالرجوع الى الواقع فإن ما يجري الآن من تظاهرات ووقفات وتسجيلات صوتية، تكشف وجود جهات سياسية تديرها أصابع تعمل على تحطيم الوطن، والمس من إنجازات النظام وجحدها، إلى جانب تسامح ولد االشيخ لغزواني مع المواطنين.
وللاستدلال على ذلك نتساءل ما سر مواجهة بعض المواطنين للدرك الوطني والأمن؟ ولمذا يتم تصوريه على أنه بطولة؟ فليس من المنطق أن يأمر النظام عناصر من الدرك والأمن بضرب المدنيين، فالأمر أقرب للمؤامرة من طرف جهات سياسية تعمل داخل النظام وتنتهز القضايا الواقعية وتدس فيها السموم، للنيل من النظام، وهي محاولات واهية.
إن مكب تيفريت سبق نظام ولد الشيخ الغزواني الذي يعترف بمضرة هذا المكب على المواطنين، ويحتاج القضاء علي مكب تيفريت وجود بديل ولوقت، ويبحث النظام الآن لحل جديد لهذا المكتب، ونطالب بتسويته بسرعة، كما أن ديون الشيخ الرضى لا تعني النظام الحالي، فهي من تركة سابقه، وإن تمت تسويتها فهي إنجاز يحسب للنظام الحالي، لكنه يبقى هذا النظام مطالب بتطبيق العدالة في كل شيء في التظاهرات فيمنع من لا يستحق التظاهر ، تطبيق العدالة الاجتماعية، وتطبيق العدالة في التوظيف وتطبيق العدالة في تقسيم القطع الارضية، وتطبيق العدالة في الناس الذين يمسون أعراض الناس ويروجون تجريحهم ، وتطبيق العدالة في من يبثون تسجيلات صوتية تمس من منظومة الاخلاق ورموز الوطن، وتتطبيق القانون في كل من يحاول المساس بالأمن والاستقرار في البلد.
إن نظام ولد الشيخ الغزواني نظام منتخب لمدة خمس سنوات، ويجب على منتقديه أن لا يتسرعوا فهو في طريقه للإصلاح ولا يزال في بداياته، وليس من الانصاف أن كل من" غضبت عليه زوجته أو أهله، أو فقد دابة من حيوانه، أو فرغ جيبه من المال، أن ينشئ تدوينة ويذهب الى القصر مطالبا بحقوقه.
كما أن هذا التظام جاء متزامنا مع موجة جائحة كورونا التي هزت العالم، وكادت تشل حركة الاقتصاد في كبربيات الدول، وظل النظام قويا ومتماسكا، وهذه حقيقة وليست مبالغة واستطاع الخروج من قعر الحائحة، هذا بشهادة المنصفين، ولا يواجه النظام الآن أية أزمات وإنما يفتقد لتغيير جذري في جناحيه السياسي والتنفيذي، اللذين مازالا يعملان في خدمةأياد من الأنظمة السابقة، لمواصلة الوتيرة وتحقيق ما بقي من برنامج رئيس الجمهورية الذي وضع إبان ترشحه.
اتلانتيك ميديا