ولد الغزواني مطالب بإنشاء حزب سياسي جديد خال من رموز الفساد لتطبيق برنامجه

يجمع المهتمون بالشأن السياسي الوطني على أنه من أشد عتبات التغيير في موريتاينا ظاهرة إعادة التدوير فمذ الاستقلال وحتى اليوم لم يأت رئيس جديد لموريتانيا  إلا وأعاد ذات الوجوه المعهودة أو من يمثلها فجميع الأحزاب التي ظهرت في الساحة السياسية الموريتانية هي متولدة من بعضها، فذات الشخصيات التي عاصر الحزب الواحد في عهد المختار بن داداه، هي نفسها التي ماتزال تشغل المناصب الأمامية في أي نظام وحتى اليوم يتكرر الأمر مع ولد الشيخ الغزواني، ولم يحدث أي تغيير يذكر، عدا بعض التقلبات البسيطة في المواقف، وكأن موريتانيا خالية من الأطر والمثقفين الأكفاء، المخلصين لوطنهم.

ولتوضيح ذلك، قامت مريم داداه زوجة الرئيس الأول المختار داداه بإنشاء حزب معروف وتوجد شخصيات منه في النظام الحالي، وبعد مجيء الديمقراطية وفي ظل حكم ولد الطايع أنشأ حزب PRDS، ومن ذات الشخصيات التي كانت تقود في حزب مريم داده، وبعد الانقلاب على ولد الطايع، أنشأ الانقلابيون، حزب PRDR الذي لا يعدو كونه صورة منمقة منPRDS ، تطفو عليها بعض التغييرات الطفيفة، ثم جاءت الانتخابات الرئاسية، ومع نجاح سيدي ولد الشيخ عبد الله رحمه الله أنشأ حزب عادل الذي حافظ بدوره على وجوه من ذات الجماعة وكأنه لا يوجد غيرها في موريتانيا، وبعد الإنقلاب عليه وتسلم ولد عبد العزيز الحكم، أنشأ بدوره حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، ولم يجد جديد، فكانت ذات الوجوه تتطالع المتابع لتشكيلته في جميع المناصب، والسؤال المطروح لماذا يحتفظ الرؤساء بذات الوجوه؟ هل لأنه لا توجد في موريتانيا نخبة جديدة بوسعها سرقة المال العام، والنفاق للرئيس الجديد والتودد له بالكذب؟ أم أن قبضة هذه الجماعة لا تزال أقوى من جميع من حكموا موريتانيا إلى اليوم؟

إن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية لم يعد يصلح لقيادة الجهاز السياسي للدولة، فما مليونية الحزب الحاكم سوى كذبة لا تغسلها توبة في ميزان السياسة،  وحري برئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الذي ترشح من خارج دائرة الأحزاب السياسية، ووجد أغلبية الشعب الموريتاني ولا تزال تتمسك به وتدعمه، وهي مليئة بالأطر وأصحاب التجربة والخبراء النزهاء، إذا أراد أن يحدث تغييرا يمكنه من خدمة البلد والمواطنين، أن ينشئ حزبا سياسيا جديدا، خال من ذات الوجوه التي ظل محافظة على مكانها منذ الاستقلال وحتى اليوم، فقد آن الأوان للسياسة في موريتانيا أن تستقل وتبرء من هذه الجماعة التي أخذت نصيبها من جميع الأنظمة، ويجب البحث عن نخبة سياسية جديدة، وهي موجودة، لتكون جهازا سياسيا للرئيس الحالي وتعينه على إنجاز ما وعد به.

 

اتلانتيك ميديا

خميس, 11/02/2021 - 15:03

          ​