
لم يكن أحد يتوقع أن نشهد عودة الوجه الحقيقي للكرم الموريتاني الأصيل في عام 2021 الذي لم يحلم فيه أكثر الناس تفاؤلا أن يوجد في موريتانيا من يتنازل لمحتاج عن منزله الوحيد لوجه الله وليس من أجل التباهي في الاعلام المحلي أوالتفاخرالسياسي وتلميع الصورة في مواقع التواصل الاجتماعي، ورفع المكانة الاجتماعية، إلا أن رجلا بسيطا ليس ممن يشتهر بالثراء فعلها وأعاد لموريتانيا سمعة حسنة والقيم والأخلاق التي فقدتها موريتانيا في ظل سيطرة النظرة المادية.
إنه محمدن ولد عبد الرحمن الرجل الذي تنازل لامرأة محتاجة عن منزل كانت قد باعته الشيخ الرضى واشتراه هو منه، وخرج منه وأعطاها مفاتيحه، واكترى منزلا لوالدته، رغم أن الرجل ليس من أهل الثراء ولارجال الأعمال، ولا يملك منزلا غير الذي منح للمرأة.
إنه رجل نادر يستحق أن يستقبله رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ويمنحه أكبر وسام بحضور وسائل الاعلام الرسمية، ويطلق عليه اسم شارع، فهو هذا الرجل الكريم الذي منح امرأة منزلا هو المأوى الوحيد لديه، لا ليقال أعطى وإنما إحقاقا للحق، وتبرئة من الظلم والحيف، وإيثار للنفس، وهي لعمري خصال حميدة من أخلاق المسلم النادرة في زمن يتقاتل الإخوة فيه على قطعة أرضية، وتزهق الأرواح البريئة من أجل ورقة نقدية أو هاتف صغير.
وقد ثمن أحد الأدباء هذا العطاء الكريم بكاف من لغن قال فيه :
اتلانتيك ميديا










