حين تصنع البذاءة شخصيات فارغة للذم والتلميع

تنمو في موريتانيا منذ أعوام ظاهرة مشينة ومسيئة لسمعة البلد ولرئيسه ولعلمائه وأئمته، ورموزه، وقادته العسكريين والأمنيين، وشخصياته الاعتبارية ومثقفيه الكبار، ألا وهي منح الثقة والاصغاء لبعض المدونين الذين لا يملكون مستوى علميا يخولهم الحديث عن أي شيء، ولا مكانة اجتماعية ترفعهم لدس أنوفهم في إناء حديث الساعة، ولا وزنا سياسيا يمنحهم الحق في عرض أفكارهم على العامة، إنهم أقلية من أراذل الناس، وجهالها، سخروا أنفسهم وطاقاتهم للذم والتلميع والهجوم والدفاع خدمة لشخصيات أخرى، وموازاة مع صراعات أخرى سياسية واجتماعية واقتصادية، فأطلقوا ألسنتهم في أعراض الناس ورموز موريتانيا، كالنار في الهشيم، من خلال بث مباشر على الفيسبوك من الداخل والخارج دون مراعاة لأي حد ووسيلتهم لذلك معاجم من البذاءة والسقوط الأخلاقي بعيدة كل البعد من منظومة القيم والمثل التليدة في المجتمع الموريتاني المسلم المسالم، التي تربى عليها الأجيال قبل بزوغ شمس الثورة الرقمية، فاجتمع عليهم غثاء الناس وتابعتهم عشرات الآلاف من خلال سقطاتهم وكلامهم البذيء، الموجه دون هدف محدد، فهي فوضى واسعة تصدر من خارج البلد ومن داخله، وقد تجاوزت الحد.

إن رئيس الجمهورية رمز ولا يجوز وصفه بما لا يليق، ولموريتانيا شخصيات اعتبارية وشخصيات علمية رفيعة وقادة عسكريين وأمنيين ومثقفون لا يجوز نعتهم بالسوء، فهم من دائرة الخطوط الحمراء، ويجب أن يوقف عند حده كل من يحاول النيل منهم أو يصفهم بما لا يليق.

وحين تنظر في حقيقة أمر هؤلاء المنقبين في أعراض الناس وتاريخهم نجدهم شخصيات خواء فارغة من القيمة، ولا أساس لها من الاعتبار ولا المكاتة، ومختلفين عن باقي المدونين، وبعضهم مختل عقليا، وإنما هم مجرد معبر فقط لأفكار وتوجهات بعض الأيادي الخفية التي تدعمها من خلف ظهر.

ويجمع المراقبون للواقع المحلي على وجود مدونين صادقين ويؤدون أدوارا سياسية واجتماعية تخدم المواطنين، ويوجد مدونون معارضون محترمون وآخرون من صف النظام لهم مكانتهم، وهم معروفون لدى الجميع، ويوجد مدونون لا هم لهم سوى العمل الخيري وعون الضعاف والمحتاجين من المرضى، بينما يوجد آخرون يزرعون الكراهية و يخدمون شخصيات ورجال لا يملكون الشجاعة على البوح، ولا الشجاعة على العطاء لمن يستحق، فوجدوا فرصة في هؤلاء المتخبطين، فوافق شن طبقه، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي معدنا للثراء وبابا للرزق حيث تسام رموز الوطن الخسف، وينعت العلماء بالسوء في بث مباشر يتابعه ما يزيد على مائة ألف إنسان، وهي صدمة قوية لواقع موريتانيا، يخشى منها على مستقبل الأجيال.

إنه على النظام الحالي أن يوقف هذه الفوضى التي تعصف بسمعة موريتانيا، وتنال من رموزها وعلمائها، وأن يضع قوانين صارمة تجرِّم النيل من سمعة البلد وتسويفه، وتمنع تسويق المواقف، وتنتصر للأخلاق والقيم، قبل أن يأتي جيل تربى على معجم البذاءة والسقوط فيكون منه قادة وشخصيات فيفسد كل شيء.

إن موريتانيا بلد الكرم والعلم والنبل والأخلاق الكريمة، وليست مصبا للنفايات، ويقودها نظام يحترم مبدأ معارضة الموقف، فعلى هؤلاء أشباه الرجال أن يظهروا في أثوابهم الحقيقية ويصرحوا بمطالبهم، أو يكفوا عن النيل من سمعة البلد وعلمائه وأهل المكانة فيه.

اتلانتيك ميديا

خميس, 08/04/2021 - 10:15

          ​