أتشوف ـ مع بداية شهر القرءان ـ أن تتدخل وزارة الشؤون الإسلامية، وتوجه المساجد بالتزام قراءة القرءان في صلاة التراويح بقراءة نافع فقط..
ذلك أن الاتزام بهذه القرءاة يحقق غاية مهمة، فصلاة التراويح فرصة سنوية لعوام المسلمين يسمعون خلالها القرءان كاملا من مجود، يصححون على قراءته ما يحفظون منه، ويتأتى ذلك حين يقرأ عليهم بالقراءة التي يعرفون، فإذا قرأ بغير مألوفهم حرمهم التصحيح، وخلَّط عليهم..
وقراءة الإمام نافع ـ فضلا عن ذلك ـ تحولت إلى جزء من هوية بلادنا الإسلامية والثقافية، بخلاف غيرها..
مسألة القراءة بقراءة متواترة مخالفة للمألوف في البلد، طُرحت في المملكة العربية السعودية على اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عدة مرات، إحداها بشكل رسمي من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة إثر قراءة إمام في مسجد الجامعة بقراءة ورش، ومن فتاوي اللجنة حول الموضوع، الفتوى التالية: <<ليس لإمام المسجد أو القارئ أن يقرأ القرآن الكريم في الصلاة وفي مجامع الناس إلا بالقراءة المعروفة المشهورة في البلد الذي هو فيه وسواء كانت قراءة أهل ذلك البلد بحفص أو ورش أو غيرها من القراءات المتواترة، وذلك دفعا للتشويش أو إثارة البلبلة عند العامة..>>..(منشورة على موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، برقم 18689)..
في كتاب تفسير آيات الأحكام للشيخ محمد بن صالح العثيمين/ الجزء الأول/ تفسير سورة الفاتحة/ الصفحة رقم 48، قال المؤلف: <<...كما تدل عليه القراءة الثانية الصحيحة السبعية، وهي (مَلِكِ يوم الدين) فهي قراءة صحيحة سبعية فينبغي للإنسان أن يقرأ بها أحيانا لكن لا بحضور العامة، لئلا يشوش عليهم...>>../ الطبعة الأولى ـ دار الغد الجديد ـ القاهرة 2007..
فمتى ينتهي بعض قرائنا عن التشويش على عوام الناس خلفهم، دون سبب مرعي شرعا، مع ما يمكن أن يداخل تصرفهم من رياء وسمعة!؟..
تقبل الله صيامي وصيامكم، وضاعف لي ولكم الأجر..
القاضي أحمد ولد المصطفى وكيل الجمهورية بنواكشوط الغربية