كنت اقرأ المثل الحساني "صام اسنه وافطر اعل اجراده" ويبدوا أني لم أكن أستوعب المثل جيدا، إلا بعد أن شاهدت الرجل القوي الذي صال وجال في لبراكنه يتقدمه "أوفياء عزيز"، ثم في نواكشوط وخلفه "شباب أنتم الأمل" و "كلنا عزيز"، ينضم لحزب الرباط الذي يرأسه السعد ولد وليد، حيث ظهر في مؤتمر إعلان الانضمام، حيث ظهر محمد ولد جبريل عن يمين السعد ولد وليد يمثل الرئيس السابق وعن يساره بنت أحمد زايد تمثل بنت أحمد زايد.
ورغم أني كنت أسمع بالمثل الحساني الذي يقول "تمخض الجبل فولد فأرا"، لكني لم استوعبه قبل أن أشاهد الحراك الذي أعلن عنه قبل أسابيع وظهر فيه أنصار الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، لكن المفاجئة التي لم أكن أتوقعها أن يتمخض عن ذلك الحراك انضمام رئيس السابق لحزب الرباط، فتلك رزية لم يحسب لها حسابها.
أما عن الإعلان عن ترتيب الرئيس السابق لخرجة إعلامية فيصدق فيها المثل الحساني "اهدادت الحلمه اعل الشراطه"، حيث ظهر جليا أن ولد عبد العزيز كان "امسند ظهرو افولد الشيخ الغزواني"، فبمجرد أن أعلن عن انتخاب ولد الغزواني تطايرت الناس من فوق رأس ولد عبد العزيز، وبقي وحيدا رفقة مجنونة عزيز، ينشدان مع الشاعر قوله: "ألا ليت الزمان يعود يوما".
وختاما فإن من حكم موريتانيا لأكثر من 11 سنة وعند خروجه من الحكم لم يجد من يناصره أو يتضامن معه من المؤسسة العسكرية أو الأمنية إلا وكيل شرطة تمت إقالته، فهذا أكبر دليل على أنه حكم موريتانيا لجمع المال لنفسه وأقاربه، ظنا منه أن ذلك يجدي ولكن هيهات، فقد قرر القادة العسكريون والأمنيون الاصطفاف خلف الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، وتركوا من حكم موريتانيا لتلك المدة وحيدا يقطف ثمار ماجنته يده، حينها لم يكن أمامه من الخيارات إلا الانضمام لحزب الرباط.
محمد الأمين إسلم
صحفي وكاتب