خالد عبد الودود يكتب عن رحيل مرشال اتشاد

تقلّبَ إدريس ديبي في جنان الخُلد أو هوَى سبعين خريفًا في جهنّم، هذا لا يعني مواطنا موريتانيا مصابًا بسوء التغذية ومحشور في مؤخرة سيارة 190 مهترئة وينتظر دوره في طابور مسائي ليشتري خبز 30 أوقية الذي تم توفيره تنفيذا للتوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية وبإشراف من حكومة معالي الوزير الأول
يجب علينا في موريتانيا أن نستفيد من الدرس في اتشاد فالحاضنة القبلية والحليف الأجنبي (اسرائيل وفرنسا) والقبضة العسكرية؛ كل هذا لم يَحمِ المارشال إدريس دبي الذي تقلّب في السلطة 31 عامًا
اتشاد ثاني بلدٍ يشهد انهيارا خطيرا من دول الساحل الخمس بعد فشل دولة مالي المجاورة وانهيارها إثر انقلاب ضباط من الرتب الدُّنيا، وأصبحت دولة فاشلة تتصارع فيها قوى أقليمية ودولية ولا يوجد نفوذ للدولة المالية أو الجيش الوطني خارج العاصمة باماكو
بينما في النيجر انتخابات صوريّة يسلّم فيها الرئيس محمد يوسُفُ السلطة لصديقه (كما حدث عندنا تماما) ليقوم الرئيس الجديد بتعيين ابن الرئيس السابق وبعض أعضاء حكومته ما يؤكد استمرار النظام نفسه بوجه جديد
إن تشابه دول الساحل الخمس في الظروف السياسية والاقتصادية والثقافية وطبيعة الأنظمة الحاكمة وتطابق أساليب التسيير الأمني والعسكري لهذه البلدان، يجعل اليد على القلب والنفوس في وَجَل والأبصار في زيغ
والضمان الوحيد لبقاء هذه البلدان على الخريطة السياسية هو إرساء نُظم ديمقراطية حقيقية وتفتيت سلطة القبيلة وقبضة العسكر وتقليم أظافر اللعينة فرنسا
العاقل من اتعظ بغيره والشقيُّ من اتعظ بنفسه، ثم #اللعنة_على_صوملك
أربعاء, 21/04/2021 - 14:18

          ​