
شهدت موريتانيا خلال الفترة الأخيرة ارتفاعا مخيفا لعمليات القتل والنهب والتهدد تحت السلاح في مختلف أنحاء الوطن، الأمر الذي دعا بالرأي العام لطرح جملة من الأسئلة، من بينها:
من المسؤول عن عمليات القتل المتكررة؟ هل نعيش انفلاتا أمنيا، بالفعل ؟ أم أنه يوجد تفسير آخر لما تعيشه موريتانيا اليوم من عمليات قتل و نهب وتهديد بمختلف الأسلحة؟
ووفق بعض المطلعين على الشأن الوطني فإنه توجد في موريتانيا "مافيا" جديدة تموّل القتل و تتصارع على المال، للتشويش على عمل النظام لها طمح سياسي.
هذه المجموعة من المخربين تسرق مع السارقين وتقص مع القصاصة، وتمول الاجرام وتنشر الفوكالات التي تهاجم الرئيس وهي التي تفتح صفحات ضد النظام ولا تألوا جهدا في كل ما من شأنه المساس من قدر النظام القائم، هذه المجموعة التي يجب أن يكون التضييق عليها ومحاصرتها هدفا مشتركا لدى الجميع.
كل ذلك إلى جانب غياب الوازع الوطني في صفوف بعض المواطنين، فالدولة تحتاج لمواطنين يقظين ولديهم حس مدني أكثر من حاجتها للأمن، فتقع المسؤولية الاولى في ارتفاع عمليات القتل وارتفاع وتيرة السلب والتهديد بالاسلحة، وفق المحللين للشأن الأمني في موريتانيا، على عاتق الأسرة الموريتانية والمجتمع والشارع، فلا يوجد أي انفلات أمن والأمور تحت السيطرة، لكن يوجد غياب الرقيب الاجتماعي وغياب التعاون بين المواطنين مع أفراد الأمن.
لقد انتقل المجمع الموريتاني المسلم المسالم من مضارب خيام قليلة تجمعها أواصر دم ودين ويعف كل فرد منه جميع من فيه قريته، إلى حياة مدنية كبيرة ومترامية الأطراف، وصار يعيش حياة سريعة وتواكب تطورات العالم فنتج مجتمع جديد له خصوصيات مختلفة، وتغيرت المثل والأخلاق واصبح الأمر يستدعي مزيدا من الحيطة والحذر واليقظة، ووجدت تحديات جديدة للعيش بسلام في هذه المدينة الجديدة.
إن الأمن في موريتانيا يؤدي واجبه على الوجه المطلوب بمختلف قطاعاته، ولا يتحمل مغبة ما يحدث من عمليات قتل في مختلف ولايات الوطن، وإنما تقع المسؤولية الأولى على عاتق المواطنين الذين لا يبلغون عن أي تحركات مشبوهة أو وجود أصحاب السوابق الموجدون بكثرة ويتحركون بحرية تامة، كما أن المواطنين لا يلتزمون بالحذر في أغلب الأحيان قيصطدمون بالانتهازيين والمجرمين فاقدي التربية والدين، فتكون المصيبة.
إن الأمن مسؤولية الجميع، وعلى المواطنين المشاركة فيه بقوة، وتعتبر التربية الصالحة عاملا أساسيا في استتبابه، إلى جانب تكانف الجهود وزرع الثقة بين المواطنين وعناصر الأمن الذي يبدون استعدادهم في كل الظروف,
اتلانتيك ميديا