ولد عبد العزيز يقضي على نفسه بنفسه

قضى ولد عبد العزيز بنفسه على نفسه باكرا في خرجته الاعلامية الأخيرة، حيث كان الرأي العام على موعد مع الكثير من المفاجآت وينتظر تفجير قنبلة سيايسة قوية من خرجته الاعلامية المزمعة، لكن المفاجأة كانت مخالفة لذلك، و بدأ ولد عبد العزيز كمن يئد نفسه في حيرة وهوان.

حيث كان الناس ينظرون لولد عبد العزيز على أنه غير بعيد من ولد الشيخ الغزواني، وبعضهم ينظر إليه نظرة قرب وولاء.

 اليوم وبعد انتهاء المؤتمر الصحفي اقتنع الجميع أنه لم تعد هناك علاقة بين ولد عبد العزيز وولد الشيخ الغزواني، وأجمع معظم المتابعين للشأن السياسي على أن خرجة ولد عبد العزيز قضت عليه.

فإذا كان ولد عبد العزيز ذلك الرجل القوي الذي حكم موريتانيا لمأموريتين متتاليتين، يقف اليوم ويقول إنه لا يوجد لديه شيء، بعد أن احتجزت ممتلكاته، وأغلقت منازله، وقطع راتبه كرئيس سابق، وتم تجميد حساباته في البنوك، معلنا عن نهايته، وهو الذي كان يقول إنه يملك المال الطائل، وهو الذي قال عن نفسه إنه : لم يكن أحد يستطيع أن يكلمه إلا حين يبتسم، ها هو اليوم يعود ليكذب نفسه بعد أن خرج من السلطة وأصبح محل سخرية ويحكي عن ماضيه بأسف، ولم يبق بجانبه أحد، حيث قضى على تفسه بهذه الخرجة الاعلامية التي كانت دون المستوى وفق المحللين السياسيين. وستكون نتيجة فشله نجاحا لولد الشيخ الغزواني الذي يجلس على أعلى هرم في السلطة، ويستطيع أن يقول الكثير عن نفسه.

ويرى المراقبون للشأن السياسي المحلي أن ولد عبد العزيز جاء بمشروع دولة وسار في مأموريته الأولى على خطى متزنة، لكنه مع بداية مأموريته الثانية، ونهاية الأولى، بدأ الفساد يدب في مفاصل الدولة، وأخد الانتهازيون يأتون على كل شيء، ولم يبق من نبض للحياة في الدولة سوى ما يوجد في المؤسسة العسكرية والأمنية.

من ناحية أخرى يرى بعض المحللين أنه كان الأفضل لولد عبد العزيز أن يبتعد بمكانته وأمواله ويترك الساحة لغيره، في حين يعود وينتقد النظام والبرلمان، هجوم لا مبرر له، فهو أدرى بحقيقة البرلمان والنظام.

ومن المفاجئ في تصريحات ولد عبد العزيز أنه لم يمض سوى أحد عشر سنة في الحكم ويخرج على الناس ويقول إنه يملك الأموال الطائلة وليست من أموال الشعب، في حين أن الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع أمضى 21 سنة رئيسا لموريتاينا، وحين خرج من السلطة لم يوجد لديه سوى منزل واحد ورثه عن أخيه الزاوي ولد الطايع.

وخلاصة القول أن خرجة ولد عبد العزيز الأخيرة كانت نقطة تحول في خطابه السياسي نحو الانهيار، حيث بدأ المقربون منه يتسللون لواذا إلى صف ولد  الشيخ الغزواني، فصدق عليه المثل الذي يقول: على نفسها جنت براقش.

ولد عبد العزيز ذلك الجنرال الذي حكم موريتانيا 11 سنة، وعين جنرالات كثر ووزراء كثر؛ يقف اليوم وحيدا لا يجد بجانبه  عقيد ولا جنرال ولاوزير، سوى الوزير السابق محمد ولد جبريل، فكان الأجدى به أن يعتزل المشهد السياسي، لقبل أن يأتي اليوم الذي يشاهد فيه نفسه وهو يقدم على الانتحار.

ديدي ولد أحمد سالم

جمعة, 30/04/2021 - 13:09

          ​