أعلنت الأمم المتحدة أن الحكومة المالية وقعت مساء الجمعة اتفاقا لوقف إطلاق النار بعد ساعات على توقيعه من قبل ثلاث جماعات مسلحة متمردة في شمال مالي، وذلك بفضل وساطة قام بها الرئيس الدوري للاتحاد الافريقي رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز.
وكان موقع "صحراء ميديا" قد أورد في وقت سابق أن الرئيس الموريتاني، الرئيس الدوري للاتحاد الافريقي، تمكن من وقف القتال الدائر في شمال مالي، وذلك بعدما توصل إلى اتفاق مع ممثلي أكبر ثلاث حركات أزوادية، خلال زيارته الجمعة لمدينة كيدال، شمال شرق مالي، في إطار وساطة سعت لتهدئة الأوضاع، تمهيدا لحوار بين الأزواديين وحكومة باماكو.وقال المبارك آغ محمد السكرتير العام للمجلس الانتقالي الأزوادي، لصحراء ميديا، إن الاتفاق نصّ على وقف الحركات الأزوادية لإطلاق النار، بشروط محددة. وبحسب آغ محمد، فإن شروط الحركات لوقف إطلاق النار هي: وقف جميع العمليات العسكرية فورا من الطرف المالي، وموافقة مالي على تبادل الأسرى، والعودة إلى اتفاق واغادوغو، وتفعيله، فضلا عن تسهيل عمل الهيئات الخيرية والإنسانية.
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد وصل إلى كيدال شمال مالي في زيارة مفاجئة للوقوف على الأوضاع في هذه المنطقة بعد تجدد المواجهات المسلحة بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد والجيش المالي.
وتأتي هذه الزيارة الطارئة في إطار المساعي التي تبذلها موريتانيا لتطويق الحرب المتفاقمة في شمال مالي، وتحاول موريتانيا التي تربطها حدود برية طويلة مع مالي وتضررت من الحرب بسبب نزوح اللاجئين وتهديد الحركات المسلحة، لعب دور الوسيط والاستفادة من الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي للتوصل الى تفاهم بين الحكومة المالية والحركة الوطنية لتحرير أزواد.
وكانت المواجهات المسلحة قد تجددت بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد والجيش المالي، وسيطرت على إثرها قوات الحركة الانفصالية على أراض على حساب سلطات مالي، ويتهم المسلحون الرئيس المالي بوبكر كيتا بعدم الجدية في حل مشكل الإقليم، بينما تتهم السلطات المالية المسلحين بتبديد طموحات الماليين بحصول مصالحة حقيقية.
ودفع تطور الأوضاع الرئيس الموريتاني الى قطع زيارته الى رواندا والتوجه مباشرة الى باماكو حيث التقى الرئيس المالي كيتا ومنها الى كيدال يرافقه بيرت كوندرز رئيس بعثة الأمم المتحدة في مالي.
وأكد الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الموريتاني أن الحكومة المالية منفتحة دائما على الحوار وأنها أوفدت لهذا الغرض رئيس الحكومة الى كيدال، لكنه انتقد بشدة قيام المتمردين بذبح حاكم كيدال والاعتداء على ممثلي الإدارة المالية.
أما الرئيس الموريتاني فقد أكد أن مالي بوسعها أن تعول على موريتانيا في كل الظروف، وأضاف أن الأمن والاستقرار في مالي ينعكس إيجابا على منطقة الساحل بإسرها وعلى إفريقيا والعالم.
وأضاف: "علينا أن ندرك أن معالجة هذه المشكلة واستعادة الأمن في ربوع مالي ليس بالدخول في حرب لأنه لا بد من الحوار، وهذا ما نعمل من أجله الى جانب مالي لاستعادة الأمن والاستقرار".
وقال إن الصعوبات القائمة في الوقت الراهن عابرة، وإن الوضع لا يتطلب تنازلات بقدر ما يتطلب جهودا لاستعادة السلام والاستقرار في المنطقة، قبل أن تنفجر الأوضاع وتخرج عن السيطرة.
العربية