الفرق بين التدوين القديم والمدون الجديد

يعتبر التدوين من الأمور التي لاغنى للناس عنها لاسيما في عصرنا اليوم الذي أصبحت السرعة فيه تطبع كل شيئ.

 

وقد بدأ التدوين منذ القرن الثاني الهجري وأصبح مصدر المعارف بالنسبة للأمة وتراثها، وهو التدوين الحقيقي الذي له قيمة بالمعنى الحقيقي.

 

و يطلق عصر التدوين عند المؤرخين، والباحثين على القرن الثاني الهجري، حيث دونت المعارف، والعلوم، سواء كانت علوم العرب كاللغة، والشعر، والأيام، والأنساب، أو علوم السير، والمغازي، وأحاديث الإسلام، أو علوم الشريعة كالحديث، وفتاوى الصحابة والتابعين، والأقضية ونحوها.


ويمثل هذا العصر حلقة مهمة في معرفة التراث، وفي التأسيس له، فغالب معرفتنا للحقبة السابقة عليه معتمدة عليه اعتمادًا كليًا، فهو حلقة الوصل للعصور اللاحقة بالعصور الأولى. مثل ذلك العصر والكتب المؤلفة فيه، حتى ولو لم تكن جمعا، ورواية قيمة خاصة باعتبار العلماء فيه كانوا متواصلين مع مصادر لغوية ودينية لم تكن متاحة لأحد، فالعرب ما زالوا على سليقتهم الأولى، ومعارفهم القديمة كانت لا تزال حية في ذاكرة من أدرك من عاشها.

 

أما مايسمى في عصرنا اليوم بالتدوين فقد أصبح مطية لكل من هب ودب من المرتزقة وغيرهم حتى أن المثقفين والكتاب والصحافة الكبار أصبح الواحد منهم يستحيي من أن يكتب سطرا واحدا مخافة أن يطلق عليه اسم "المدون".

 

إن المدونين هم الذين أفسدوا كل شيء وإن شئتم فسئلوا وزير الصحة الصحة السابق نذير ولد حامد الذي يعتبر أول من اعترف بهم وعقد معهم اجتماعا في مكتبه بالوزارة، ماذا جنى من ذلك الاعتراف.

 

لقد أصبح المدونون عقبة كأداء تقف في وجه الإصلاح الذي كان يتطلع له الموريتانييون منذ وصول ولد الشيخ الغزواني للحكم.

 

ولاشك أن التدوين أصبح فوضى لكل مختل عقليا من أصحاب السوابق "واجبابه" وغيرهم ممن أهلكوا الحرث والنسل وأتوا على الأخضر واليابس، ومع ذلك ليست لهم أي شرعية  وعلى الدولة أن تصدر أمرا بعدم التعامل معهم.

 

وأصبح المدنون المختلون عقلا يجلسون في مكاتب المسؤولين الكبار ليلا وفي النهار يذهبون إلى منازلهم ليستفيدوا من الكعكة التي توجد في منزل ذلك المسؤول من  سيارات رباعيات الدفع و سيارات فاخرات كل ذلك يدفع لهم مقابل هجوم على النظام الحالي ومسؤوليه الكبار.

 

ومن المؤكد أن المدونين في الخارج وفي موريتانيا يقف خلفهم أشخاص داخل النظام الحالي يقومون بفتح الصفحات لهم ويساعدونهم في تغذيتها بالهجوم على رئيس الجمهورية وكبار المسؤولين ومنافسيهم داخل النظام.

 

آتلانتيك ميديا

خميس, 27/05/2021 - 12:00

          ​