الشعب يريد الأمن والعدالة لا جسرا في غير محله

يجمع المتابعون للشأن الوطني على أن هذين الجسرين اللذين وضع رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني حجر أساسهما بالأمس كانا ذوا أهمية كبيرة، إذ ليس من المنطق أن تمر ستون سنة من عمر دولة دون أن تشهد بناء جسر واحد يساعد في المظهر العمراني وواجهة المدينة، لكنهما كانا في المكان الخطأ فالأولى بالجسر الأول أن يكون في كرفور مدريد حيث ملتقى الطرق الني تنفتح على أكبر ولايات الوطن كولاية اترارزة وغيرها حتى الحدود المالية،، وكان الأولى بالجسر الثاني أن يكون في منطقة اكلينك حيث قلب العاصم نواكشوط المكتظ بالسيارات وحركة المرور الكثيفة.

كل هذه القرارت كشفت أن ولد الشيخ الغزواني لا يملك مستشارين أكفاء، وليس لديه جهاز سياسي بوسعه مواكبة الواقع والتحديات الجديدة، ومعظم المشاريع التي تنفذ في حكمه تتم بدون دراسة حسب المختصين في المجال، فالحزب الحاكم الذي يعتمد عليه ليس أهلا للثقة، فقد بني على باطل، وجل من ينشطون فيه من رواسب الأنظمة السابقة، وأصحاب المطامع والمصالح الشخصية، ولا يعنون بالوطن وهمومه من قريب ولا من بعيد.

فعليك يابن الغزواني أن تنتبه لأمرك وأمر رعيتك، فكل من هم معك الآن لا يريدون سوى مصلحتهم الخاصة، فعليك بالحذر وأخذ العبرة ممن سبقوك، فأول مسيرة مؤيدة للانقلاب على معاوية ولد الطايع خرجت من مسقط رأسه في أطار، وهو الذي غادر موريتانيا التي غنت له بكل أهازيج الطرب، وهو لا يملك فيها سوى منزل واحد ورثه عن  أخيه، وها هو ولد عبد العزيز الذي تودد له ذو المكانة وابناء المشايخ، وأهل المال والجاه، وصنع الرجال من لاشيء، يخرج وحيدا يتصبب عرقا في طرق نواكشوط، فالحذر الحذر يابن الغزواني قبل أن يفوت الأوان، فمن يمجدونك الآن هم من كان يمجدون ولد عبد العزيز وغيره، وما تراه من شكر وتثمين لهذه الجسور هي بيانات تأييد غير صادقة من عادة الحزب الحاكم أن يفعلها لكل رئيس، وقد خدعت من سبقوك،

حتى أنه من الاستهزاء بالرئيس أن يمنح صورة للعلم الوطني معكوسة الشكل ورأسها إلى الأسفل.

وحين نتحدث بمنطق الواقع فليس هذين الجسرين من الأولويات التي عرضت في برنامج انتخابك، فالشعب الموريتاني يريد العدال والأمن والمساواة، وخفض الأسعار فارتفاع عمليات القتل والاغتصاب بات أمرا مخيفا، وكانت آخرها عملية قتل شهدتها مقاطعة توجنين ليل البارحة راح ضحيتها عالم كبير وابن العالم القدوة واسرة العلم أهل محمد سالم ولد الما التي صدرت العلماء، حيث كان يوجد الدرك،  في المنطقة لكن لا أحد تدخل لإنقاذ تلك النفس الزكية التي لفظت أنفاسها الأخيرة وسط دماء سائلة، وخناجر غادرة، كما تعرض في نفس الليلة وعلى بعد 60 مترا من المسجد مفتش في التلعيم الثانوي لعملية هجوم مسلح  دون أن يجد من ينقذه وهو في طريقه لصلاة الصبح، فأين الأمن يا سيادة الرئيس؟

اتلانتيك ميديا

جمعة, 04/06/2021 - 13:46

          ​