اعتذار عن دعم النظام وتنبيه لغزواني من بطانة السوء

بداية أقدم اعتذاري للرأي العام الوطني، عن دعم النظام الحاكم وعن التصويت له قبل كل هذا، وإن كنت أخطأت بهذا الدعم فإني أجدد الاعتذار عنه، وبعد أن تتقبلوا اعتذاري هذا، أود أن ألفت انتباه رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني الذي تربطني به علاقة قرابة وسابق معرفة، إلى جملة من الحقاق المغيبة عنه عمدا من طرف مجموعة من النافذين الفاعلين في الدولة منذ تسعينات القرن الماضي:

- أن ما يجري في موريتانيا حاليا أشبه بالمؤامرة التي حيكت خيوطها بعناية فائقة من طرف مجموعة من أنصار النظام بهدف تأزيم الوضع واختلاق المشاكل، فمن غير المنطقي أن يكون تزامن هذه الجرائم في وقت واحد مجرد مصادفة، وغضب الشارع من هذا التسيب الأمني بات من الصعب امتصاصه بالتصريحات ووفود التعزية الرسمية على أهميتها، ولاشك أن أياد من داخل النظام هي التي تقف خلف هذا الإخراج المتمثل في تصوير مسرح الجريمة، وحذاء الفقيد، ووجبة العشاء، لدغدغة عواطف المواطنين..

وهنا نلفت انتباه الرأي العام إلى أن الأمن مسؤولية مجتمعية يلعب فيها المجتمع دورا محوريا توجيها وتوعية وإرشادا قبل أن يأتي دور الأمن للوقاية والردع..

- أن التعديل الوزاري الأخير لم يواكب تطلعات الرأي العام، خاصة في شقه المتعلق باستبدال الوجوه المقالة بأخرى من نفس الانتماء الجهوي والقبلي، وهي سنة غير حميدة ولا تجسد خيار دولة القانون والمؤسسات، هذا مع شهادتنا بكفاءة وأهلية الوجوه الجديدة للمناصب التي تولتها..

- أن المكاسب التي تحققت حتى الآن تحتاج جهدا إعلاميا يواكبها بقوة، وهو مالم يتوفر، لعدم تجديد وتحديث الطبقة الناشطة في المجال الإعلامي لأن أغلبها وجوه مستهلكة ليس لديها ما تقدمه، وهنا يجدر التنبيه إلى أن انشغال الرأي العام بالعشرية وفسادها انعكس سلبا على أداء النظام، مع أن الجناح السياسي الذي ما يزال مسيطرا على المشهد وهو من مخلفات وتركة هذه العشرية..

ختاما فإننا ننبه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على ضرورة مسح الطاولة نهائيا، والاستعانة بطواقم فنية وتكنوقراطية نظيفة تتمتع بالكفاءة والخبرة اللازمة لتسيير البلد، فالنظام الحالي انعكاس  لنظام العشرية في أبعاده المختلفة، فإذا كان للنساء نفوذ في السابق فلهن نفوذ اليوم، وطريقة الحزب في تثمين المنجز هي نفس الطريقة في نظام العشرية، لاشيء تغير.. وهذا ما نريذ لفت انتباه الرئيس إليه إن لم يكن له به علم وإن كان على علم فهو أدرى وحر في النهاية، أما نحن فدورنا كان، ومازال توضيحا للحقاق وإنارة للرأي العام، لسنا مع طرف ولا ضذ مع آخر..

وقبل الختام نلتمس منكم سيادة الرئيس توقيف مسرحية متابعة الرئيس السابق التي باتت ملهاة للشارع، فهو رئيس جمهورية سابق ورفيق دربكم على مدى عقود وشريككم في أبرز محطات تاريخ موريتانيا الحديث، وعليكم أن توقفوا هذه المسرحية وتتركوا الأمر للعدالة في النهاية..

محمد سالم ولد هيبة

سبت, 05/06/2021 - 17:55

          ​