حين يجتمع تجار البشر حول قيم الوحدة والعدالة !! / الشيخ ولد أحمد

في زمن الجوع والخوف.. حزب الرئيس يستفز المواطنين في زمن تفشي الجريمة بأشكالها المروعة والتدهور الكارثي للقوة الشرائية للمواطنين وانتشار موجة حر مخيفة تهدد الأنفس والممتلكات، يكون على سكان عاصمة ولاية لعصابه أيضا تحمل استفزازات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وهو يرغمهم على مشاهدة صور ومسلكيات تمنوا منذ وقت طويل أن يتم القضاء عليها وعلى كل ما يمت إليها بصلة.

حفلات باذخة، تجمعات قبلية هنا وهناك، تحركات فئوية، تلميع لأباطرة الفساد، استخدام علني لوسائل الدولة في تظاهرة حزب سياسي، إعادة الاعتبار لوجوه طالما تآمرت على مصالح البلد ونهبت خيراته ... مجرد نماذج من استفزازات حزب الرئيس لساكنة كيفه، إذا ما استثنينا تبجح رئيس الحزب اليوم بامتلاكهم لأغلبية مريحة بنبرة تهديد للساكنة ولكل الشعب وكأن من يمتلك أغلبية مريحة بإمكانه أن يفعل ما يشاء!

يبرر حزب الرئيس زيارته للولاية بتنظيم "ورشة لتعزيز الوحدة الوطنية ومكافحة كافة مخلفات الرق"، متجاهلا حقيقة أن الرياء والأحزاب الحاكمة هما أخطر عدوين للوحدة الوطنية وأن بارونات حزب الحاكم ليسوا أفضل من يكافح العبودية ولا حتى مخلفاتها، بالنظر إلى ماضي بعضهم المعروف للداني والقاصي وأيضا إلى حاضر بعضهم الملطخ بالحقوق والغبن واحتقار قيم الجمهورية.

أي منطق يحكم تفكير حزب الرئيس ليجعله يتجاسر علينا وفي وضح النهار، ليقنعنا بأن تعزيز الوحدة الوطنية يمر عبر تعزيز مكانة الزعامات القبلية والفئوية وتبجيلها ومنح الغطاء السياسي لهيمنة القبائل على أبنائها وعلى أراضيها والمجتمعات التي تسكنها؛ وبأن "مكافحة كافة مخلفات الرق" تمر عبر إعادة نفخ الروح في الإقطاعيات المترهلة والمستغِلين بمختلف أنواعهم وأشكالهم؟

بالله عليكم يا سكان كيفه، بل يا سكان كل موريتانيا، كيف تنظرون إلى الاحتفاء بنفس الوجوه ونفس الألقاب ونفس المسميات، المشاركة تاريخيا في الإضرار بالوحدة الوطنية وفي التستر على مخلفات الاستعباد وحتى على الاستعباد نفسه وفي تبديد التمويلات التي رصدت لمكافحته عبر الأحكام المتعاقبة؟ هل يدخل هذا الاحتفاء في إطار البحث الجدي عن حلول لمشكلات حقيقية تهدد حاضر البلاد ومستقبلها؟ أم أنه يدخل ضمن إطار الاستفزاز والاستحمار والاستهتار؟

جمعة, 11/06/2021 - 15:20

          ​