ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا بخبر مقتل شاب كردي تحت التعذيب في سجون ما يسمى "الإدارة الذاتية" التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي.

وفي التفاصيل، أكدت عائلة الشاب أمين عيسى العلي (35 عاما)، أن سبب وفاته هو تعرضه للتعذيب الشديد، مشددة على صحة تقرير الطبيب الشرعي، وصحة الصور التي توضح آثار التعذيب المروع.

وأضافت العائلة، في بيان اطلعت عليه "عربي21"، أنها على استعداد لإعادة تشريح الجثة، وفتح القبر مجددا، بحضور وكشف من قبل لجنة أطباء محايدين ومختصين، علما أن آثار التعذيب والتشوهات الجسدية واضحة. 

وطالبت العائلة المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية بفتح تحقيق دولي نزيه وشفاف وعادل ومستقل؛ للكشف عن ملابسات هذه الجريمة، وتقديم الجناة إلي العدالة، محملة "الإدارة الذاتية" مسؤولية مقتل ابنها تحت التعذيب، بصفتها "حكومة أمر واقع" مسؤولة عن سلامة وأمن المواطنين في كامل المنطقة التي تسيطر عليها.

يأتي ذلك بعد نفي "الإدارة الذاتية" أن يكون العلي قد قضى نتيجة التعذيب لدى اعتقاله في سجونها، مدعية أن أسباب الوفاة "طبيعية" (جلطة دماغية)، متهمة أطراف بنشر صور "مزورة" للشاب، تظهر عليه آثار تعذيب وحشي.

وجاء نفي "الإدارة الذاتية" بعد عاصفة من الردود الغاضبة، أثارتها صور العلي تظهر تعرضه لتعذيب وحشي، بالضرب والحرق، والصعق الكهربائي.

وتعتذر "عربي21" عن نشر الصور التي وصلتها للشاب، بسبب قساوتها.

والعلي اعتقل في 22 أيار/ مايو الماضي من قبل "الإدارة الذاتية"، وتم تسليم جثته لذويه في مدينة الدرباسية بريف الحسكة، وعليها آثار التعذيب، بحسب ذويه وناشطين.

وعن ظروف الاعتقال، أكد مصدر من عائلة العلي، أن دورية من قوى "الأمن الداخلي/الأسايش" التابعة لـ"الاتحاد الديمقراطي" داهمت منزله في الدرباسية، من دون توجيه تهم له.

ولم تتمكن "عربي21" من الحصول على تعليق من "الإدارة الذاتية"، بعد أن رفض أكثر من مسؤول فيها الرد.

وقالت الصحفية راوية محمد، من الحسكة، لـ"عربي21"، إن نفي الإدارة الذاتية لصحة الصور القاسية والوحشية، جاء بسبب الضجة الكبيرة التي أثارها خبر مقتل الشباب في سجونها.

وأكدت محمد أن حجم السخط الشعبي أخاف "الإدارة الذاتية"، ما اضطرها إلى الكذب، ومحاولة التنصل من الجريمة البشعة التي أدانتها مصادر حقوقية كردية.

وأشارت محمد إلى التقرير الطبي الشرعي الذي نشرته عائلة العلي، الذي يؤكد تعرض القتيل إلى كسر في الفك، ونزيف داخلي في الجمجمة، وحرق من خلف الرأس إلى نهاية العامود الفقري، وضربات قاسية على البصلة السيسائية، وحرق اليدين من تحت الإبط إلى الكف بالماء الحار.

وبحسب الصحفية، فإن سبب تعرض العلي للتعذيب الوحشي، هو انتقاده "الإدارة الذاتية"، مضيفة: "الإدارة كانت تعتقد أن ردود الفعل على مقتل العلي ستكون ضعيفة كغيرها من الجرائم التي ترتكبها بشكل متكرر، لكن حجم ردود الفعل، ورفع عائلة القتيل الصوت عاليا، قد دفع بالإدارة إلى محاولة لملمة القضية".

وأشارت محمد إلى حادثة مشابهة، جرت قبل أيام، في مدينة عين العرب (كوباني)، حيث تم تسليم جثة حسين حسن عباس (50 عاما) إلى ذويها، بعد اعتقاله بأشهر من قبل عناصر حزب "الاتحاد الديمقراطي"، على خلفية انشقاق ابنه من منصب مسؤول الجمارك في مدينة منبج.

وفي السياق، طالب "المجلس الوطني الكردي"، في بيان الأربعاء، بفتح تحقيق من قبل لجنة دولية محايدة من الأطباء والقانونيين؛ لكشف حقيقة ما حصل، وتحديد الجناة ومن يقف وراءهم، وتقديمهم إلى المحاسبة، داعيا الولايات المتحدة إلى تقديم الجناة للعدالة.

وقال المجلس، في البيان الذي وصل لـ"عربي21"، إنه رغم محاولة "الاتحاد الديمقراطي" التنصل من جريمة مقتل العلي، إلا أن شكل الجريمة وطريقة تنفيذها يدل على أن من قام بهذا الفعل هي جهة مستحكمة، وتملك الوسائل والأدوات التي تتيح لها ذلك، ما يشكل قناعة بتورط أجهزتها بهذا الفعل الجنائي الجبان.