
تفاجأ الرأي العام الموريتاني بإنصات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لرئيس أرباب العمال الموريتانيين زين العابدين ولد الشيخ أحمد وهو يقدم الارقام أمام الملأ خلال زيارة اترارزة، زين العابدين الذي يعتبر من صناعة ولد عبد العزيز، والذي أقحمه في رئاسة رجال الأعمال بعد أن أزاح عنها أحمد باب ولد اعزيزي الذي كان يخالفه سياسيا، رغم ما تملكه موريتانيا من رجال أعمال قدماء لهم مال وجاه كبير صنعوه بأنفسهم.
فكيف يصدق ولد الغزواني ما يقوله زين العابدين وغيره من رجال الأعمال الذين رافقوا ةلد عبد العزيز طيلة العشرية، وكانوا من أقرب الناس إليه وهم من يتولوا همومه الخاصة من شراء وبيع، ويبقى ولد عبد العزيز في السجن، وكأنه كان يعمل وحيدا ويبيض الأموال وحيدا ويفسد وحيدا.
إن زين العابدين وأهل غده معروفن أنهم كانوا من أقرب الناس لولد عبد العزيز، فكيف يصدق ولد الغزواني تخليههم عن ولد عبد العزيز ودعمهم له؟ وهل إن صدق ولد الغزواني ذلك سيقتنع به غيره من الموريتانيين؟ وإلا فكيف يمكن لمن يريد تحقيقا صادقا في العشرية وما شهدته من فساد، أن يتغاضى عن أي رجال العشرية دون التحقيق؟ حتى يتم تقديمهم للعدالة، ومن برأته العدالة فهو بريء.
وختاما فإننا نناشد البرلمان الموريتاني بإنشاء لجنة برلمانية مستقلة كاملة الصلاحيات للتحقيق في العشرية، و في مؤسسات الدولة، وفي البنوك التي افتتحت خلال العشرية وفي أموال الشعب وفي القطاع العام، وفي الصفقات وفي كل شيء وبلا حدود، فقد كانت اللجنة الأولى تعمل في حدود، أما هذه فنطالب أن تكون بلا حدود.
يذكر أن دولة مصر العربية تسكنها ما يقارب 100 مليون شخص، ولا يوجد فيها سوى ثمانية بنوك، فكيف توجد البنوك بالعشرات في موريتانيا التي لا يزيد عدد سكانها على خمسة ملايين؟
اتلانتيك ميديا