فوضوية التعيينات تعصف بموريتانيا

إن فوضوية التعيينات في موريتانيا وعدم خضوعها لمعايير واضحة هي ما يقف خلف جل المشاكل التي تعصف بالوطن، وتزيد من العراقل المزمنة، وتحول دون التقدم والازدهار، فقد نشأت الدولة على ذلك، وعليه وسارت الأنظمة المتعاقبة حتى اليوم، حيث يتم تجاهل الكفاءات وأصحاب الخبرة، ويتم اختيار شخصيات لها خلفيات خاصة وتملك مميزات تطابق معايير مجهولة لدى الجميع.

فمنذ النظام الأول في الدولة وحتى اليوم يتم تعيين رجال ونساء بلا شهادات ولا ثقافة لديهم ولا علم لهم بالمسؤولية التي وكلت إليهم ويتم تعيينهم في مناصب لا تتبع لتخصصاتهم، وبعد تقاعدهم يجلب محلهم آخرين من ذويهم وكأن الدولة لهم.

إن مخلفات تعيين إنسان معدوم الخبرة ولا يملك أي مؤهلات تخوله العمل في منصب هام، لا يمكن أن تحصى فضرها على البلد وعلى المجتمع سيظل قائما، ولم يجلب للبلد سوى الخسارة والفشل.

فبدون تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب فلا تقدم ولا ازدهار ولا تغيير ولا حل لأي مشكل، فلن يجلب تعيين الفاشل سوى الفشل والخسارة، والمسؤول الفاشل سيختار بالطبع فاشلا ومفسدا مثله.

فيتم تعيين رجل مريض أو مصاب بالصرع، لتظل الدولة تعالجه، بلا مقابل، ويتم تعيين نساء على اعتبارات خاصة، ويتم تعيين آخرين أبناء رجال لهم مكانة، وهذا عين الظلم والتهاون بأبناء الشعب.

وفي بعض الأوساط الاجتماعية وإبان الحملات الانتخابية تبرز أسماء جديدة على الساحة وتختزل المسافة لتصل بمعايير شائعة في الأوساط السياسية إلى القمة وتنال الوظائف الكبيرة، وتورثها لأقاربها وأحفادها وبدون جهد وكما نشاهد دائما.

إن النظام الحالي مطالب بايجاد حل جذري لهذه المعضلة التي رتح ضحيتها أجيال من أبناء الوطن ومثلت صدمة في صفوف المثقفين الكبار وأصحاب الخبرة اولتجربة الذين رحلوا عن أوطانهم بحثا عن وظيفة شريفة.

اتلانتيك ميديا

خميس, 08/07/2021 - 15:40

          ​