لم تك المأمورية الأولى من حكم الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز كسابقاتها من الأنظمة السياسية التي عرفتها مو ريتانيا منذ الاستقلال، فقد جاء الرجل بمشروع واعد يكاد يحيط بأسباب النهوض والتقدم وإعادة التوازن لدولة موريتانيا وذلك على جميع الاصعدة .
إن عد أوحصر ما أنجزه الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال مأموريته الاولى هو أقرب للمستحيل لكن ذلك لا يحول دون التذكير ببعض إنجازات التي بدأت بتطبيق مشروع انتخابي يوازن بين متطلبات الشعب وإرادة زعيم ذلك المشروع الذي قام على محاربة الفساد والمفسدين وتطويق محاولاتهم وإنهاء صولاتهم الجائرة على أموال الشعب الموريتاني .
ويكاد المتابعون للرأي العام والساحة السياسية يجمعون على أن ما حققه الرئيس محمد ولد عبد العزيز في مأموريته الأولى لم يتحقق طيلة خمسين سنة من تاريخ موريتانيا، ولم يكن بعض ذلك ليتحقق لولا إرادة قوية وعزيمة جادة من رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز وحكومته ومساندة وثقة من الشعب الموريتاني و ما رأى الشعب وسمع من أحلام تتحق على أرض الواقع، حتى عم الماء جميع أنحاء موريتانيا مرفقا بخدمات الكهرباء وجميع وسائل الحياة الضرورية من اتصال سلكي ولا سلكي، وامتدت الطرق المعبدة على جميع تراب موريتانيا رابطة بعضها ببعض، ومنهية عصر العزلة الجغرافية والرحلات القاسية التي أنهكت كاهل المواطن لردح من الزمن، ولن ننسى بناء مؤسسة عسكرية لها حسابها الكبير في المنطقة وتسهر على حفظ النظام ومنح المواطن جوا من الحرية والأريحية، كما لا ننسى ما منحه الرئيس ولد عبد العزيز في مجال حرية الاعلام، حتى أصبح الجميع يجلس ويدلي بدلوه كل من مكانه ولا أحد يعترض على قوله، وألغى قانون سجن الصحفيين، ومنحت لهم حرية التعبيير.
كما حظي قطاع الصحة بنصيب وافر خلال هذه المأمورية سواء في مجال البنى التحتية أو تحسين ظروف منتسبي القطاع، إضافة لتزويد المراكز الصحية في العاصمة وداخل البلاد ببعض الأجهزة الضرورة للفحص وتشخيص الأمراض، ومن بينها أجهزة دخلت البلاد لأول مرة من استقلالها. وجعل الصحة أولا شعارا للمرحلة الأولى .
ثم إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز وانتصارا منه لدين الله، أصدر توجيهاته السامية في فاتح رمضان 1431 للهجرة ، 2010 للميلاد، بإطلاق إذاعة القرآن الكريم المسموعة، معززا ذلك بإعطاء تعليماته بإطلاق النسخة المرئية من إذاعة القرآن الكريم ( قناة المحظرة) في فاتح رمضان 1434 للهجرة 2013 م وقد صاحب ذلك توسيع فضاءات البث ليشمل البث الأرضي التماثلي والبث عبر الأقمار الصناعية والبث عبر الإنترنيت بجهود ذاتية من الدولة الموريتانية، وبذلك يكون ولد عبد العزيز هو أول من أطلق قناة فضائية سنية مؤسسة على الكتاب والسنة وسبيل إجماع الأمة، يدرس فيها مذهب دار الهجرة وعمل الصحابة ومقرئ الإمام نافع وكتب السنة الست الصحاح وعلوم المدرسة العلمية الموريتانية التي جمعت بين النقل والعقل وحافظت على السلم الأهلي بالحض على اليسر والنأي عن العسر".
وحين نصل لمجال الطرق المعبدة فإن مشاريع معتبرة تم انجازها في وقت وجيز حيث تم انجاز 711 كلم من الطرق المعبدة إضافة إلى 1080 كلم يجري العمل فيها بالتزامن في 24 مشروعا في مختلف ولايات الوطن هذه المشاريع التي حققت للبينة التحتية الوطنية ما لم يتحقق طيلة فترة الأحكام السابقة مجتمعة، وإن كانت العاصمة نواكشوط قد حظيت بالنصيب الأوفر من الطرق التي تم انجازها بالفعل، إلا أن مدن الداخل هي الأخرى نالت حصة معتبرة من مشاريع تعبيد الطرق.
كما فاجأ الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز العرب و الموريتانيين على حد السواء عندما أعلن صبيحة الجمعة 16 يناير 2009 عن تجميد العلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل" منهيا بذلك تطاول العدو الصهيوني ألى بلاد الاسلام والمسلمين، وكان ذلك القرار من الشجاعة والاقدام بمكان، وكان محل فخر ومحمدة عند جميع الشعب الموريتاني.
ولا غرابة في أن لا تدرك المعارضة وما ينحو نحوها جميع ما تحقق من إنجازات قيمة في فترة وجيزة من حكم الرئيس الحالي لأنها لم تكن تسير في طريق بناء موريتانيا وإنما كانت تساهم في تدميرها وتحطيمها ونقد وتسويف المشاريع السياسية الطامحة لتغيير الوضع من الضياع والفشل إلى النجاح والاعتبار والمكانة المرموقة.
إن ما تحقق في مأمورية ولد عبد العزيز الأولى من إنجازت وما رأى النور من مشروعه الانتخابي لا يترك مجالا لمشكك ولا مساحة لمغرض ، فقد تححق بالفعل معظم ما وعد به شعب موريتانيا، ومن رأى العاصمة اليوم وما تزخر به من بنية تحتية ومظهر حضاري وما تنعم به من رخاء اقتصادي ووفرة عيش طال جميع الأصعة ومن أزقة منتظمة وإشارات للمرور وسلطة تنظيمية يقظة ومن صرف صحي ومن فرص للعمل، وما يقدمه الرئيس من اهتمام بشريحة النساء والشباب وإدماجهما في الطبقة السياسية ..فلن يتوانى عن السؤال ما ذا بقي للمأمورية الثانية
؟
اتلانتيك ميديا