
لسنا هنا للدفاع عن نظام رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، فهو ليس مسؤولا عن تغيير النشيد الوطني والعلم واسم التلفزة الوطنية، ولا عن تدمير بناء مجلس الشيوخ وتغيير العملة الوطنية، وليس مسؤولا كذلك عن فساد العشرية، وإنما جاء بقانون جديد لحماية الحريات، وللوقوف في وجه الفوضى التي تخيم على واقع البلد.
لقد وجد نظام ولد الغزواني نفسه في مواجهة هذا الفضاء المفتوح للفوضى وشتنم أعراض الناس، وزرع الفتنة بين مكونات المجتمع الموريتاني، فهذا الفضاء هو المسؤول الأول عن كل ما يجري في موريتاينا من فوضى ومشكلات، حتى أصبح يمثل خطرا على أمن واستقرار البلد.
هذا القانون الجديد الذي يجب تأييده فهو ليس مقيدا للحريات ولكنه جاء في ظرفية خاصة وضرورة ملحة، وجاء لينهي دولة الفوضى التي يفتتح فيها الجميع صفحات لإثارة الرأي العام ويعمل بثا مباشرا للمس من أمن واستقرار البلد.
إن حرية التعبير يكفلها الدستور الموريتاني، ومن الضروري وضع حدود وضوابط يحكمها الشرع والقانون والعقل والعرف، بعيدا عن الإساءة والتجريح والفحش في القول، كما أنه يجب الحفاظ على هيبة الدولة وعدم التطاول على الرموز الوطنية.
ويجمع المهتمون بالشأن الوطني إن هذه القرارات الأخيرة التي أعلن عنها النظام على لسان وزير عدله في مجال الوقوف في وجه الفوضى موفقة وضرورية.
فلا توجد مصلحة في مهاجمة الدولة ولا في مهاجمة رموز الوطن، ولا في الهجوم على المؤسسة العسكرية والأمنية، فهي الحضن الذي يسهر على قوام الدولة واستمرارها، فلم تنل الولايات المتحدة الامريكية ولا الروس قيادة العالم حتى ملكنا جيشا قويا يحترمه شعبه.
إن ما تشهده الساحة من هجوم على نظام ولد الشيخ الغزواني إثر هذا القانون الجديد هو مجرد سبل لكسب أموال في وجه العيد، وردا على الذين يقولون إننا نعيش ظروفا سيئة فإن هذا النظام هو النظام الوحيد الذي منح الأسر الموريتانية مبالغ مالية تصل إليها حتى وإن كانت في أقصى الحدود.
إن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني رمز من رموز هذا الوطن، قبل ترشحه للرئاسة، فهو ابن الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني قبل أن ينصب رئيسا لموريتانيا، وزاد ذلك بعد أن انتخب من طرف الشعب، فأصبح ريسا ولا يجوز التطاول عليه.
وخلاصة القول أنه لا توجد أزمة سياسية في موريتاينا و لكن الأزمة الحقيقة والعالمية، هي أزمة فيروز "كورونا" الذي هز العالم، ووقف هذا النظام في وجه وكانت جهوده في ذلك محمودة العاقبة، وليس هذا دفاعا عنه بقدر ما هو احقاقا للحق.
ولد هيبه