
لم يشعر الشعب الموريتاني بالحنان وحب الوطن، ولم يشتم رائحة القيادة الوطنية بعد فترة حكم معاوية ولد سيد أحمد الطايع، رغم ما شاب فترته من نواقص يدركها المنصف.
لكنه كان يوجد في فترته رجال أعمال قدماء جاؤوا بثروتهم بصفة شرعية، ويقضون للمواطنين حوائجهم، ولا يتاجرون بالدواء المزور ولا المواد المزورة، ولم يخدعوا النظام.
وعندما جاء انقلاب 2005 فرح الشعب الموريتاني بالتغيير الذي يلوح في الأفق، وكان المرحوم اعلي ولد محمد فال رجلا عليه الوفاق.
وبعد ذلك انتخب المرحوم سيدي ولد الشيخ عبد الله، من طرف الشعب الموريتاني، ولم يستفد ضعفاء موريتانيا بشيء جديد.
ثم جاء انقلاب محمد ولد عبد العزيز على الرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله، وجاء بخطاب تحت عنوان محاربة الفساد، في حين أنه كان بداية زرع الفساد في مؤسسات الدولة، وتم سجن رجال أعمال كبار منفقين في سبيل الله ظلما وعدوانا وها هو اليوم يدفع فاتورة ذلك السجن.
ففرح الشعب من جديد أن هناك جديد، لكنه لم يظهر جديد غير تجار جدد يمتهنون التزوير وتم فقدان القيم والأخلاق والأمل في الإصلاح ونهب أموال الشعب بشتى الطرق والوسائل.
وجاء النظام الحالي بعد انتخاب ولد الشيخ الغزواني رئيسا لموريتانيا من طرف أغلبية الشعب في فاتح اغشت 2019 حين ولد أمل جديد في نفوس الموريتانيين، لكن الشعب الموريتاني يعود اليوم لنفسه متحسرا ومرددا المثل المعروف: رحم الله الحجاج ما أعدله.
إن نظام ولد الغزواني يحتاج للتغيير، إن أراد الاستمرار، فهو يعمل تحت سيطرة مجموعتين سياسيتين معروفتين، وهو مطالب ببناء نظام جديد وتغيير شامل الحكومة والحزب الحاكم، وهو قادر على ذلك إن أراده.
من صفحة : Haiba Mohamedsalem