
لن يطول صبر هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره، على أن تظل ثروة بلده الكبيرة، في يد ثلة قليل من أعضاء أي حكومة تفد عليه، وبعض رجال الأعمال، وما إن يتم تعيين وزير أو مسؤول حتى يبدأ في شراء المنازل الفاخرة والسيارات الفارهة، أمام أعين الناس، وصماصرته تدخل عليه وتخرج، وكأن لا عدالة ولا قضاء، بينما يعيش مئات الآلاف من الناس تحت خط الفقر، ويعانون البؤس والهوان في مختلف ولايات الوطن ومختلف أحيائه، وقد دل على الشعب الموريتاني الذي يعيش أعلى مراتب الفقر في بلد غني بالموارد، المثل الحساني الذي يقول: الفقير الصابر.
إن ما تملكه موريتانيا من ذهب ونحاس وفوسفات وغاز وسمك ونفط وثروات حيوانية وزراعية وأراض واسعة صالحة للزراعة، يمنعها من أن يكون فيها فقير واحد، إلى جانب ما فيها من الأدمغة الثاقبة، ومن العلم والعلماء المتميزين عالميا وبها من الثروات ما يكفي للشعوب الكيبرة، ولا يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين من البشر، فليس من الممكن ولا من المنطق أن يكون فيها فقراء.
لا يصدق على موريتانيا إلا قول المثل الحساني : انخلن اولد ألا اجنكر ، فموريتانيا ولدت أبناء لكنها لم "تتبع الطريق الصحيح، فكانت كل الأنظمة التي مرت بها تترك بصمة فساد، ثم يعيدون الكرة في التودد لأي نظام جديد، حتى يفسدونه، ويلوثون حاشيته بالفاسدين.
ومما زاد من معاناة هذا الوطن أنه كل نظام جديد يأخذ ديونا من إحدى الدول وتظل تتراكم حتى يأتي نظام آخر ويطالب بمحوها ويجعل من ذلك إنجازا كبيرا.
ومن المفارقات أنه يوجد في موريتانيا رجال كانوا فقراء وها هم اليوم أغنى من الدول نفسها وممتلكاتهم تملأ أعين الناس الشاهدين على فقرهم، وكأن لا وجود لعدالة ولا قانون وكأنهم هم العدالة وهم القانون، وذلك بفعل الفساد وغياب العدالة في توزيع الثروات.
وخلاصة القول إن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني مطالب بتطبيق العدالة في تقسيم الثروات بين أبناء شعب هذا البلد المسلم المسالم، وحتى يتم استرجاع الأموال المنهوبة المشاهدة في تفرغ زينه وفي البنوك وفي المنازل والأسواق والفنادق، وبذلك يستطيع منح راتب لكل العاطلين عن العمل، ولا يمكن أن يحقق ذلك ما لم يلغ مفتشية الدولة الحالية، ومحكمة الحسابات، وينشئ مفتشية عامة من القوات المسلحة وقوات الأمن تتبع له شخصيا، لمتابعة أموال الشعب التي تنهب يوميا، وتقوم بمتابعة أي شخص يتم تعيينه، وتتم متابعته وإن ثبتت عليه السرقة يتم سجنه، وبذلك فقط يمكن أن تتمت السيطرة على الفساد، ويكون ولد الشيخ الغزواني بر يمينه، إلى جانب إبعاد المنافقين.
اتلانتيك ميديا