تخلت الأحزاب والسياسيون والإعلاميون والحقوقيون عن مسؤولياتهم، وانسحبوا من المشهد أمام المدونين وأصحاب المواقع الصفراء، الذين باتوا ينافسون الإعلام العمومي في تلميع أعضاء الحكومة وكبار المسؤولين في الدولة، فلا تخلو صفحة مدون من صور الوزراء ولا موقع من تغطية لنشاط وهمي لهذا المسؤول أو ذك، مع تغييب تام لهموم الوطن ومشاكل المواطنين..

لقد بات أقصى طموح هؤلاء هو لقاء رئيس الجمهورية ولد الشيخ الغزواني، فقد تخلت المعارضة عن مسؤولياتها في التوعية والتحسيس ونقد الواقع، وتخلى الحقوقيون عن قضاياهم التي كانوا يملأون الفضاء بها، كما تخلى الإعلاميون عن دورهم في التحقيق ونشر الأخبار والتنقيب عن خلفايتها، ولا أدل على ذلك من إهمال الجميع لمصير المدارس العمومية في تفرغ زينة بعد ترحيل الأسر التي تقوم بالحراسة والتي كان أبناؤها يرتادون هذه المدارس وباتت مهددة بالإغلاق بسبب عزوف أبناء الأغنياء عنها وتوجههم للمدارس الخصوصية..

وقس على قضية المدارس قضايا الأسعار وغلاء المعيشة واحداث اركيز وجدر المحكن وغيرهم..

فهل ينتبه رئيس الجمهورية لهذا الواقع ويحل هذه الحكومة الفاشلة، ويعزل رجال الأعمال، والسياسيين، ويعيد ترتيب البيت الداخلي بما يضمن إحداث تغيير شامل في المواقع والمواقف..

آتلانتيك ميديا