تشير كل التوقعات إلى فشل اللجان المشرفة على التحضير للحوار الوطني، والتي قيل إن الاجتماع التمهيدي توصل إلى تشكيلها قبل يوم، ويرجع المراقبون هذا الفشل إلى تباين آراء وولاءات أعضاء اللجان ورؤساء الأحزاب، وتناقض مصالح الجهات التي تقف وراءهم، ويبقى الوطن هو آخر اهتمامات هؤلاء.
صحيح أن الحوار مطلب للجميع، وهو سنة حسنة، ورئيس الجمهورية قد وضع الكرة في مرمى السياسيين، لكن الاتفاق على مصالح الوطن والشعب يبقى أمرا شبه مستحيل بين هذه النخبة التي تدين بالولاءات لجهات وانتماءات لا علاقة لها بموريتانيا، فمنهم المتطرفون الراديكاليون الذين يتآمرون مع جهات أجنبية على وطنهم، ويدعو لزرع الفتنة وبث الكراهية، ومنهم من يدينون بالولاء لجهات وتيارات سياسية، والضحية في النهاية هو الشعب الموريتاني.
نتمنى أن يعي السياسيون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في التقريب بين وجهات النظر، والتوصل لما يجمعنا جميعا، وما يخدم استقرار وتتنية وطننا، لكننا ككل الموريتانيين لسنا متقائلين بما سيتمخض عنه هذا التشاور التمهيدي للحوار.
آتلانتيك ميديا
