
يمكن أن يطلق على الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لقب رئيس الإجماع الوطني، لأنه أول رئيس يترشح من خارج الأطر السياسية، وأول رئيس يفتح أبواب مكتبه أمام الجميع معارضة وموالاة منذ وصوله للسلطة..
ما ينقص ولد الغزواني اليوم هو إعادة رسم الصورة من جديد، خاصة وأن الحكومة لم تكن على المسوى المطلوب، حيث فشل أغلب وزرائها في المهام المسندة إليهم، وهو فشل امتد إلى الحزب الحاكم والطبقة السياسية ورئاسة رجال الأعمال، وغيرهم من الطواقم التي كانت تقوم بسلسلة من المسرحيات المكشوفة أمام الإعلام فقط لاغير، ولولا المؤسسة العسكرية والأمنية بقادتها وضباطها ومنتسبيها بولائهم وإخلاصهم للوطن، لكانت موريتانيا لا قدر الله قد التحقت بطابور الدول الفاشلة..
وهنا نشيد بالدور الذي يلعبه وزير الدفاع الفريق حنن ولد سيدي بخبرنه الواسعة ووزير الثقافة الناطق باسم الحكومة المختار ولد داهي، ووزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، الناهة بنت هارون ولد الشيخ سيديا، ووزيرة التعليم العالي آمال بنت الشيخ عبد الله، في تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية، مع أننا لم ندخل مكتب أي منهم، لكننا نبحث عن الحقيقة فقط..
اليوم مرت أكثر من سنتين على تولي رئيس الجمهورية مقاليد السلطة التي جاءها مرغما لإصلاح مسار البلاد وإعادتها للطريق الصحيح، فهو لايريد السلطة ولا المال، لأنه ينتمي لأسرة كانت كاملة النفوذ والحضور في البلاد، يأتيها المال متدفقا على مدار الساعة، فلم تكن رئاسة ولد الغزواني إذن طمعا في مال أو جاه، لأنه صاحب مال وجاه قبل السلطة وسيبقى بعدها..
نحن بحاجة ياسيادة الرئيس إلى قلب الطاولة على السياسيين ورجال الأعمال والوزراء، وتكيلف نخبة من المثقفين وقادة الرأي من أبناء موريتانيا المخلصين في الداخل والخارج، بتسيير شؤون الدولة، في مختلف القطاعات التي فشلت حتى الآن في تنفيذ برنامجكم الانتخابي وتجسيد تطلعات المواطنين..
آتلانتيك ميديا