اختارت أسرة اهل بيروك في شهر سبتمبر الماضي عبد الله ولد محمد الأمين ولد بيروك شيخا عاما لها تقديرا لدوره في الرفع من شأن الأسرة و القبيلة (تكنه). فقد أنفق هذا الشاب الكثير من ماله في مشاريع خيرية و دينية و مثل قبيلته و حلفائها خير تمثيل خصوصا خلال الاستحقاقات السياسية الأخيرة فكان اختياره لهذه الزعامة إحياء للدور التاريخي للأسرة و تكريسا للم الشمل بين كل أفراد قبيلة تكنه و تواصل بين الماضي و الحاضر و بين الجنوب و الشمال.
ولا يخفى أن هذه المجموعة الضاربة بجذورها التاريخية في ربوع المغرب العربي تمتلك حضورا متميزا في المثلث الصحراوي موريتانيا-المغرب-الجزائر، وتمارس فيه تأثيرا حساسا، نظرا للوظائف السامية التي تشغلها في البلدان الثلاثة.
إن إعادة بناء وحدة هذه المجموعة عبر الحدود وخلق كيان دينامي جديد يمكن أن تكون له نتائج مباركة وإيجابية على المنطقة بأسرها،فيعيد الوئام والسلام إلى هذا الفضاء الصحراوي المترامي الأطراف، ويعيد روح التلاحم والتواصل والتفاعل الخلاق إلى قبائله، لتزهر من جديد الحياة الاقتصادية والثقافية، وهو يعني في النهاية خلق أرضية صلبة للتعايش السلمي وتأسيس إطار دائم لحل الخلافات والنزاعات القائمة أو التي يمكن أن تقع في هذا الفضاء الصحراوي الحساس.
لقد وضع الشيخ عبد الله ولد بيروك هذه الأهداف الطموحة في أولويات اهتماماته وهو يسعى إلى إعادة بناء هذا الصرح الكبير جاعلا من مناسبة تنصيبه نداء عابرا لكل الحدود ودعوة مفتوحة ومتجددة إلى تلاحم كل أفراد الجماعة وإلى جعل بناء هذا الكيان الجديد خدمة للسلام والتعاون في الفضاء المغاربي.
وكان آخر ردود الفعل في هذا المضمار الزيارة التي قامت بها السيدة أسويلمه منت القايد ولد بيروك ، نائبة رئيس برلمان الاتحاد الافريقي لحاضرة أهل بيروك شمال نواكشوط ، حيث تم استقبالها من قبل الشيخ عبد الله ولد بيروك وأفراد أسرته وبعض أعيان القبيلة.
وتبرهن هذه الزيارة على المكانة السامية التي يتمتع بها الشيخ عبد الله لدى كل أفراد القبيلة المنتشرين في كافة دول المنطقة المغاربية، كما تؤكد أن الأهداف التي رسمها هذا الشيخ وسعى من أجلها بدأت تؤتي ثمارها وتسير على درب التحقق، وفي هذا بشرى خير قادم إلى كل أنحاء المنطقة وقبائلها على يد هذا الشيخ الطموح إلى إعادة السلام والمجد لساكنة الصحراء المغاربية.
يقلم سكينة بنت محمدو
