
أصبح الضعفاء والفقراء في موريتانيا محاصرين في وطنهم، مطوقين وممنوعين حتى من تحصيل لقمة العيش بسلام.
فحين يحاول أحد أبناء الطبقات الهشة من البسطاء والفقراء فتح حانوت صغير أو أي مشروع يعود عليه بالنفع، يعيل به أسرته، يأتي أحد الأثرياء وينافسه برأس مال ضعف ما لديه ويفسد عليه حياته.
وحين يلاحظ تاجر كبير من الأثرياء أو مسؤول في الدولة أن أحد أبناء الضعفاء نجح في مشروع بسيط، أو أصبح يملك كسبا حلالا يقوم بجمع أمواله ويعمل على منافسته بكل جهد حتى يحطمه، ويستولي على كل مداخيله، من خلال استثمار رؤوس الأموال المأخوذة غالبا من أموال الدولة، وهكذا صار الضعفاء والفقراء محاصرين في وطنهم ممنوعين من تحصيل لقمة العيش ومن التمتع بأي مظهر من مظاهر الحياة، وكان آخر ما يحاول الأثرياء الاستيلاء عليه هو جمع القمامة، حيث أخذ رجال أعمال كبار ينافسون ملتقطي النفايات وجامعيها المستفيدين منها، من خلال إنشاء شركة تعمل في ذلك المجال، وهو ما يمثل قطعا لرزق هؤلاء المساكين الضعفاء، الذين لا كسب لهم سوى ما يحصلون عليه من جمع النفايات والقمامة بثمن بخس.
ومثل ذلك ما يحدث في بيع وامتلاك القطع الأرضية، حيث يستولي أصحاب رؤوس الأموال من تجار ومسؤولين في الدولة على المناطق التي يرغبون فيها، حتى ولو كانت مملوكة لأحد أبناء الشعب المساكين و الضعفاء منذ عقود من الزمن، وذلك عن طريق سماسرة، متخصصون في تزوير الوثائق وكأن الفقراء والمساكين لا حق لهم في امتلاك أراض في تفرغ زينه وأمثالها من المناطق الراقية.
لقد أصبح الأمر يحتاج لتدخل رئيس الجمهورية محمد ولدالشيخ الغزواني لإنصاف الضعفاء والفقراء المحاصرين في وطنهم، فهم يعيشون ظلما لا يمكن أن يستمر، فهو مطالب بالتدخل لرد الاعتبار للضعفاء، ومنحهم الفرصة في الاستثمار وتحصيل لقمة العيش، و العيش بسلام في وطنهم.
اتلانتيك ميديا