تعيش موريتانيا منذ أيام على وقع حملة نظافة شاملة يشارك فيها الموريتانيون بمختلف ألوانهم وانتممائتهم السياسية وميولاتهم الشخصية بأمر ورعاية تامة من رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، حملة وطنية بامتياز تقام لصالح العاصمة الموريتانية ومواطنيها وليس غريبا أن يساهم فيها جميع الموريتانيين بل و من المفترض أن لا يغيب عنها أي موريتاني أيا كانت وجهته.
لكن بعض المتابعين لفعاليات هذه الحملة لا حظوا أن معارضة موريتانيا بجميع أطيافها غابت عن هذه الحملة غيابا لم يجد ما يبرره سوى أن رئيس الجمهورية محمد ولدعبد العزيز رئيس كل موريتانيا موريتانيا الموالية وموريتانيا المعارضة هو صاحب هذه الفكرة وراعيها واعتبارا منهم أن نجاحها هو نجاح له، قرروا مقاطعة النظافة لأنها تصب في صالح موريتانيا، وأرادوها حملة فاشلة حسب بعض المتابعين لهذه الحملة.
وهنا نتساءل لماذا غابت معارضة موريتانيا عن حملة تنظيف عاصمة موريتانيا؟ نعم إنها معارضة موريتانيا ..التي تنصّب نفسها مسؤولا عن المواطنين والوطن وعن موريتانيا شرقها وغربها وتهتم بمصالحها العامة والخاصة وكل ما من شأنه أن يعلي من شأنها وكل ما قد يقدمها خطوة نحو الازدهار والتنمية وكل مايخدم وجهها الحضاري ويجعلها في مصاف الدول المتحضرة.
هل المعارضة جزء من شعب موريتانيا سؤال أضحى واردا حين عودتنا المعارضة على الغياب عن كل ما من شأنه أن يصب في مصلحة موريتانيا ومواطنيها، وعودتنا كذلك أن تحضر حين تغيّب مصلحة موريتانيا وتوقد نور لإفساد موريتانيا وتحضر كشخصيات حين يتعلق الأمر بمصالح شخصية لا تسمن المواطن ولا تغنيه من جوع.
وفي غضون الحديث عن غياب المعارضة الموريتانية عن حملة النظافة هذه يبدو جليا أن المعارضة انتقلت من معارضة للنظام إلى أن أصبحت تعارض موريتانيا نفسها، وبذلك أتضح معنى كلمة "معارضة موريتانيا" أي أنها تعارض مصالح موريتانيا وتسهر على هدم كل ما قد يصلح موريتانيا ومواطنيها.