ما أجمل انواكشوط نظيفة ولو لأسبوع واحد ولو بالإكراه والرياء...!

بجانبنا كما معظم الناس صاحب حانوت له مذياع لا يفتر يهذر بجديد أخبار العالم وما عليك إلا أن تعيره سمعك لحظة لتعلم بسرعة ما يدور في موريتانيا والعالم من حولك وعلى إثر ذلك تقوم جماعة هناك بتحليل كل ما ذكر المذياع من حديث الساعة، ثم تعلق عليه كل حسب فهمه وحظه السياسي، وكنت أتكل على تلك الجماعة ومذياعها في معرفة جديد الساحة الإعلامية مما يتطلب نقطة حوار أو جدل واسع ونقد وثناء عظيم .

 

أما اليوم فقد ألهمتني شوارع لكصر فعلمت بحديث الساعة قبل أن أجيئ للحانوت وقبل أن استمع لمذياع صاحب الحانوت حين رأيت الشوارع نظيفة خالية من القمامات والوسخ والنتانة على غيرعادتها ففهمت الأمر، وعلمت بعد ذلك عن طريق المذياع  أن هناك حملة نظافية عظيمة تقودها الدولة الموريتانة ويسهر رئيس الجمهورية على إنجاحها بكل ثقله، وقدراته ووسائله للقضاء على الأوساخ والمكبات والروائح القذرة وبرك المستنقعات الخطيرة..

وها هي النتيجة واضحة للعيان حين أصبحت أرصفة الطريق واضحة المعالم ناصعة القسمات لا تؤذي أنف المارة بل تمتع عيون الراجل ولا تعيق بصره ولا تصده عن ما أرادرؤيته من اشياء لم تك ظاهرة الشكل .

ترى كم جميل أن تظل شوارع انواكشوط نظيفة نقية الرائحة لا يكدر هواها مكدر ولا تشعر وأنت تمر منها أنك سجين البداوة والفقر والعجز والهوان، وكم جميل أن تدوم هذه النظافة وينعم هذا الوجه الفتي الصقيل للعاصمة وأن لا يكون حملة للحملة ولا مقدمة لأمر آخر فللشعب الموريتاني الحق في أن يملك شوارعا نظيفة بلا محنة ولا حملة كما لعاصمة موريتانيا الحق في  أن تملك وجها حضاريا يناسب ما تتمتع به من سمعة في العالم.

 

ولن نفوت هذه الفرصة حتى نثني ثناءا حسنا على صاحب هذه المبادرة الفريدة من نوعها حتى ولو وصفنا بالنظاميين على حد تقسيم أهل موريتانيا للكلام في الاعلام فصاحبه إما موالى وإما معارض وإما جاسوس ولا مكان لقول الحق ولا للنقد ولا للثناء...فنشكر جميع من ساهم في هذه الحملة من قريب ومن بعيد  ونطالب باستمرارها وأن لا تكون مجرد التقليل من شأن المجموعة الحضرية والبلديات وعمال النظافة والشركة الفرنسية.

 

فعلا فقد أثبتت هذه الحملة أن ثقل الجماعة ريش وأن الرعية على دين حاكمها إلى غير ذلك من المعاني الدفينة والظاهرة في شوارع انواكشوط الجديدة، لكننا نريدها أن تستمر فالاوساخ مستمرة والجيف متجددة، ونحن في بداية الشعور بالوطنية والنظافة ومتحمسون لاكتمال الصورة..

ديدي نجييب نواكشوط 2014-10-30

 

اثنين, 30/10/2017 - 01:49

          ​