افتتاحية اتلانتيك ميديا
لكل زمان متغيراته وظروفه الخاصة التي تطبع الناس وتقودهم في الحياة، وكانت النتيجة أن الجميع أصبح يتسابق نحو كسب المال بأي وسيلة، وأصبح الاغنياء قدوة والسارقون أبطال وأضحى الدين قناعا للخداع والتجارة به مكسبا مربحا بأسرع ما يمكن.
فصعدت وجوه جديدة إلى الواجهة تبحث عن الشهرة والمال بأي وسيلة متخذة من وسائل التواصل الاجتماعي منابرا لبث سمومها القاتلة، والأدهى في الأمر أنه لكل شخصية من هذه الشخصيات الورقية في الواقع جمهورا واسعا يتابع بكل اقتداء، لا يسمع فيه لومة لائم.
من هنا فإننا نطالب علماء موريتانيا بصفتهم ورثة الأنبياء أن يدافعوا عن الحق، ويدافعوا عن أمن الوطن واستقراره وحوزته الترابية بوصفها خطوطاحمراءفحب الوطن من الإيمان، ويتركوا الميل إلى الدنيا وزخرفها وتطويع علمهم لخدمة جهات وسياسات خارجية، وعليهم أن يكونوا قدوة للعامة، وتكون أفعالهم ومظاهرهم تدل على ذلك وبرهانا عليه لا أن يدعوا الناس للعبادة والجهاد والزهد في الدنيا في حين هم يظهرون بسيارات فاخرة وملابس قيمة، وهنا نخص بالشكر العالم والشاب الفقيه الدرديري ولد باب ولد معط الذي قال كلمة الحق في تحريم نشر صور المرأة في مواقع التواصل الاجتماعي، وجدير بالائمة والعلماء أن يثبتوا على الحق في خطبهم وعلى أئمة المساجد أن يشهروا بالمفسدين الذين أصبحوا أبطالا في عيون الناس، وهم يحجون ويصومون من أموال الناس.
ومن الملاحظ أنه للاسف أصبح بعض العلماء ينزلون إلى القاع وينافسون دعاة الشهرة في ميدانهم ويظهرون جنبا إلى جنب مع المفسدين وأكلة المال العام.
إن العلماء شيء كبير وأصحاب مكانة فوقية، ويفرض عليهم ذلك أن يرتقوا عن سفاسف الدنيا ومزالقها، ولا يعرضوا أنفسهم وأعراضهم للعامة، والغوغائيين.
وفي الختام نشكر رئيس الجمهورية محمد ولدالشيخ الغزواني على قوله لكلمة الحق في ضرورة استقالة من فشلوا في مهامهم وقوله إن موريتانيا تعيش تحت خط الفقر بسبب الفساد، وكان على العلماء أن يقولونها قبله ونطالبه إبعاد المفسدين وأكلة المال العام عن الإدارات ومواصلة الحرب على الفساد.
كما نشكر المدير العام لإذاعة موريتانيا محمد الشيخ ولد سيد محمد على عمل قناة المحضرة التي تسهر على بث الدين وخدمة العلماء واستضافتهم وعلى تطوير خدمة الإذاعة لتكون وسيلة للعلم والتعلم، والفتوى ومحاربة التطرف والارهاب خدمة للمواطنين في عموم التراب الوطني
