
أشعل الشعب البوركينابي بثورته العارمة الأرض تحت أقدام واحد من أقدم الدكتاتوريين الأفارقة وأسوإهم ذكرا على الإطلاق، فخلال ساعات قليلة سقط الدكتاتور "ابليز كامباوري" بعد أن حاصرت الجماهير القصر الرئاسي من جهاته الأربعة.
قضى الدكتاتور البوركينابي سنوات حكمه الأخيرة وهو يبرم الصفقات بين تنظيم القاعدة والدول الغربية، فقد كان يعمل على اختطاف الرعايا الغربيين وبيعهم للقاعدة ومن ثم يوهم الغرب بأنه قادر على تحرير هؤلاء الرهائن بالمفاوضات مع الخاطفين، وبالمقابل يحصل على "عمولات" كبيرة من الطرفين (الخاطف والمخطوف).
وارتبط "ابليز" بعلاقات واسعة مع شبكات التهريب والإرهاب وتجار السلاح في الصحراء الكبرى.
وعلى الصعيد المحلي كمم الأفواه وجوع البطون وملأ السجون، وقطع الرقاب.
لن يبكي أحد رحيل كومباوري، لكن الفرحة لن تكتمل قبل محاكمة هذا المجرم، وقد اخطأ العسكريون حين سمحوا له بالمغادرة دون مساءلة قانونية.
على أية حال هي بداية صحوة إفريقية تقلع الدكتاتوريات من جذورها.
وختاما على الشعوب والحكومات الإفريقية الاستفادة من الدرس الموريتاني، وإعادة قراءة الدستور الوطني الذي يمنح الحاكم الحق في مأموريتين فقط، بعدهما يترك كرسي الرئاسة لمن يخلفه بطريقة ديمقراطية وسلسلة.
آتلانتيك ميديا