أكبر ملتقى طرق في العاصمة الموريتانية انواكشوط "كرفور مدريد" علما على موعد كل مساء مع اختناق مروري لا حل له رغم ما أنشئ من طرق واسعة وما يوجد من وسائل نقل بكل الأحجام ففي كل مساء ما بين الساعة السادسة والنصف وحتى الساعة التاسعة والنصف ليلا تختنق انواكشوط ويغرق كرفورمدريد المنفذ الوحيد للعاصمة انواكشوط والذي يستقبل نسبة 70% من ساكنة انواكشوط وإليه تتجه نسبة 80% من سيارات العاصمة فيغرق في زحمة مرورية خانقة لا تذكرني إلا بصولة الأغنام أو الإبل حين ترسل نحو الحوض لتشرب بعد أن غابت عن الماء عدة ايام ن فلا صغيرها ينتظر كبيرها ولا كبيرها يرحم صغيرها، كل يريد الطريق لنفسه ومن دون احترام لاي إشارة مرور أو نظام السير المعلوم.
ورغم أنه قل أن تخلو عاصمة من عواصم دول العالم الكبيرة من زحمة مرور كل يوم إلا أن ما يحجث في انواكشوط خلاف لغيره فالزحمة هنا ديدين لابد منها مثلما تشرق الشمس وتغرب وكأنها من نواميس الطبيعة، ثم إن الزحمة هنا تحدث بأدنى سبب كأن يختلف سائقان في كلمة أو راكبان في شيئ تافه أو تطفئ سيارة فوق الطريق فيقف الجميع وتظل الحال على حالها، ولا عبرة في ذلك لليل ولا للنهار.
إنه من المؤكد الآن أن العاصمة انواكشوط اليوم تسع نصف سكان موريتانيا لسبب الهجرة من الريف والبحث عن الخدمات العمومية، كما من المؤكد أن أعداد السيارات التي تتحرك في العاصمة انواكشوط تناهز عدد السكان فكيف لهذا الكم من السيارات أن يسير في وقت واحد وفي طريق واحد هنا تكمن المشكلة أن الجميع يتجه نحو وجهة واحدة وفي نفس الوقت، فتبدء الأزمة من هنا..
كم هو مؤلم ومؤسف أن تتطلب رحلة قصيرة بين مقاطعتين من مقاطعات انواكشوط ساعة زمانية رغم توفر وسائل النقل بجميع أحجامها وبأسعار في متناول الجميع؟
اليوم وأثناء عودة المساء نحو مقاطعة توجنين لمست بيدي بعضا مما يعانيه المواطنون في العاصمة الموريتانية من ازدحام وضيق الطرق التي ما تزال قيد الإنشاء، و تساءل بجنبي رجل بكل براءة قالا: من يتحمل المسؤولية في هذه الزحمة التي تكدر صفو المواطنين وتعيق جميع رحلاتهم والتي تحدث كل مساء لا تغيب في يوم ولا تأخذ عطلة الأسبوع ؟
لقد الآن الأوان أن تلتفت الدولة و الشعب الموريتاني القاطن في انواكشوط إلى هذه الأزمة التي تؤرق حياة المواطن وتأخذ من وقته الكثير وتضيع من عمله وتعيقه على جميع الأصعدة فالمسؤولية لا تقع على غير المواطن سواء كان سائق سيارة أو صاحب محل على الطريق أو حتى راجلا ينتظر سيارة فعلى سكان انواكشوط أن يحلوا هذا اللغز بعقولهم فالدولة وفرت لهم طرققا واسعة وكثيرة ووسائل النقل متوفرة، وعلى ساكنة انواكشوط أن يتحدوا من أجل مصلحتهم عليهم أن يجعلوا كرفور مدريد وجهتم الأولى فهو بيت القصيد في كل هذه الأزمة، ولسنا ناسين ما يحدث ايام الأعياد بجنب السوق الكبير فهو ايضا باب من أبواب زحمة الطرق .
فقد بلغ السيل الزبى وحز القطع في عظم المواطن حتى ما عاد يعلم أين الفرار من قبضة هذه الأزمة التي تشتت لحظاته وتثني عزمه وتبدد قدراته وهي أزمة متجددة ومتواصلة.
ديدي نجيب