قال الفاعل السياسي والخبير العسكري محمد سالم ولد هيبه رئيس "مجموعة آتلانتيك مديا" إن مطلب الرحيل أصبح مطلبا متجاوزا؛ لأن الرؤساء الذين وصلوا إلى كرسي الحكم بفعل الثورة في تونس ومصر وليبيا بدأت شعوبهم تلفظهم وتطالبهم بالرحيل عن السلطة؛ وتسعى إلى إسقاط أنظمتهم..
واستغرب ولد هيبه- من اصرار بعض أطراف المعارضة الموريتانية على رفع شعار "الرحيل" لنظام منتخب بنسبة تجاوزت 52% من الناخبين الموريتانيين؛ ولم يبق من مأموريته إلا عدة شهور فقط. على حد قوله
وأكد ولد هيبه –في تصريح صحفي أدلى به للصحافة الوطنية صباح اليوم السبت- أن كلمة "الرحيل" أصبحت كلمة ممجوجة وسوقية؛ يرددها كل طفل. ولذا -يقول ولد هيبه- على المعارضة أن تنأى بنفسها عن ألعاب الأطفال وتقوم بدورها المنوط بها؛ والمتمثل في النقد البناء؛ والمطالبة المستمرة بالإصلاح... فالمعارضة ليس لديها الحق بفرض تشكيل حكومة توافقية في ظل نظام يحكم بأغلبية رئاسية مريحة.
وقال ولد هيبه إن جميع الفرقاء السياسيين موالاة ومعارضة عليهم أن يحكموا الشعب الموريتاني من خلال صناديق الاقتراع؛ باعتبار الانتخابات هي الفيصل؛ وينبغي أن تكون نتائجها بمثابة نقطة النهايات للتجاذبات السياسية التي تدور رحاها منذ فترة بين النخب السياسية في البلاد.
وأضاف ولد هيبه أن المعارضة لها الحق في أن تطالب بتوفير الضمانات اللازمة لإجراء انتخابات نزيهة؛ كما أن الموالاة يجب أن تستجيب للمطالب الموضوعية التي تقدمت بها المعارضة وأن يكون الحوار السياسي هو السبيل الأمثل لحلحلة كل المشكلات المطروحة.
وحذر ولد هيبه –في نفس التصريح- من تهديد الوحدة الوطنية من خلال بعث النزعات القبلية والجهوية والعرقية في كيان الدولة؛ معتبرا أن وجود الأخيرة يتنافى مع نفوذ مثل هذه النعرات الضيقة؛ التي تعمل على تمزيق المجتمع؛ وافساد وحدته الوطنية.
مؤكدا أن هناك أياد خفية في السلطة تسعى إلى أن تكون سلطة النعرات الضيقة فوق سلطة الدولة..وفق وصفه ودعا ولد هيبه إلى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب؛ بحيث يتم تعيين الأشخاص في مناصب الدولة على أساس الكفاءة والتجربة؛ بعيدا عن أي اعتبارات أخرى.
معتبرا أن ذلك هو المنطلق والأساس القوي لتكريس مفهوم الدولة التي يجب أن تكون المرجع والأساس في أي تحالفات سياسية.
من إرشيف موقع البديل 18 - 5-2013