من الأسئلة التي تطرح الآن بإلحاح هل يملك رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني أي منافس خلال الاستحقاقات المقبلة؟ بعد أن وضع يده بقوة على الواقع السياسي باكرا، حين نجح في خلق هدنة مع جميع الطيف السياسي بمعارضته ومجتمعه المدني حتى حسم الصراع قبل أوانه، ووفر الأمن والاستقرار، وركز على دعم الطبقات الهشة، ويكفي ولد الشيخ الغزواني أنه تحميه مؤسسة عسكرية وأمنية قوية وصادقة.
أما الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز فلم تكن خرجته الأخيرة موفقة فبعد أن منح الحرية وذهب للخارج ومن الافضل له أن يشتغل بما يعود عليه بالنفع، مع كامل احترامنا له، لا أن يدخل في مضايقة ولد الشيخ الغزواني والاتجاه في مسار سياسي مجهول العاقبة.
.
وقد عرفنا ولد الشيخ الغزواني ومحمد عبد العزيز أصدقاء، خلال فترة من الزمن، وكان ولد الشيخ الغزواني بمثابة الدرع الحامية لولد عبد العزيز طيلة أحد عشر سنة من حكمه، فكان من الأجدر بولد عبد العزيز أن يرد له الجميل ويسانده، لا أن يقف له بمثابة الند، قبل أن يتغير مسار علاقتهما، بعد الانتخابات الرئاسية الماضية، رغم أن موريتانيا لا تتحمل مثل هذا الصراع الداخلي.
ولد عبد العزيز الذي نرجو له الشفاء والعودة لأرض الوطن،
وقد أثبت ولد الشيخ الغزواني أنه يملك سياسة صامتة تهدف للسيطرة على الوضع السياسي المحلي.
إذا كانت هناك أطماع من دول أخرى لزعزعة الواقع السياسي من خلال أجندة داخلية، فإنها لم تتجه في الاتجاه الصحيح لذلك، وباءت بالفشل قبل أن تظهر للعيان.
ونشير في الأخير إلى أن هذا التحليل لا يمنع أن نذكر كل ما نراه مخالفا لوجهة نظرنا في التحاليل السياسية.
اتلانتيك ميديا
