احتضنت المدرسة الوطنية للشرطة صباح اليوم الجمعة حفل تخرج دفعتها ال44 من تلاميذ وكلاء الشرطة الوطنية التي تتكون من 550 وكيل شرطة تلقوا تكوينا عسكريا وقانونيا ومهنيا، مكثفا لمدة ستة أشهر، ستنضاف إليها ثلاثة أخرى للتطبيق الميداني في مختلف الاداريات والمصالح التابعة لقطاع الشرطة الوطنية.
وقد تم تكوين الدفعة الجديدة وفق الاستراتيجية الجديدة للتكوين التي اعتمدتها المديرية العامة للأمن الوطني والتى تأخذ في الحسبان المتغيرات الاجتماعية والثقافية والتكنلوجية الحاصلة في عالمنا المعاصر والتحديات الجديدة في مجال عولمة الجريمة وانتشار ظاهرة الإرهاب ومحاولة العناصر الإجرامية اختراق الحدود مع قدرتها الفائقة على التواصل بين مختلف فروع تنظيماتها الإجرامية، سواء تعلق الأمر بأنشطتها في تهريب البشر أو المخدرات أوغسيل الأموال أوالجريمة السبرانية.
وتميز الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة وحضره وزيرا العدل والدفاع الوطني على التوالي محمد محمود ولد عبد الله بن بيه وحننه ولد سيدي، باستعراض وزير الداخلية واللامركزية محمد أحمد ولد محمد الأمين رفقة المدير العام للأمن الوطني الفريق مسغار ولد سيدي تشكيلات من الشرطة الوطنية أدت لهما تحية الشرف قبل أن يصافح معالي الوزير كبار الضباط وقادة المكاتب والمديريات بالإدارة العامة للأمن الوطني والطاقم التربوي والتدريبي للمدرسة الوطنية للشرطة.
وعبر وزير الداخلية واللامركزية محمد أحمد ولد محمد الأمين في كلمة له بالمناسبة عن سعادته بالإشراف على حفل تخرج الدفعة الرابعة والأربعين من تلاميذ وكلاء الشرطة البالغ تعدادها خمسمائة وخمسين عنصراً، خضعوا لتكوينات قاعدية ونظريه وتطبيقية مكثّفة، بغرض إعدادهم للقيام بمسؤولياتهم القادمة على أحسن وجه.
وأضاف أن موقع بلادنا الجغرافي ومحيطها الإقليمي المضطرب يجعلها معرضة للكثير من التحديات الأمنية ولذا أولت استراتيجيتنا الأمنية التي أرسى دعائمها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بالغ الأهمية لتحديث قدرات أجهزتنا الأمنية والعسكرية على النحو الذي مكنهم من تأمين المواطنين وممتلكاتهم وتلك مكاسب ثمينة يتعين الحفاظ عليها.
ذلك أن سلامة حوزتنا الترابية وطمأنينة مواطنينا ظلت وستظل في صدارة أولويات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، ولا مجال لأي تساهل فيها، كما تعهد بذلك في برنامجه الانتخابي.
ونبه الوزير إلى أن وتيرة التحضر المتسارعة والهجرة الريفية المتواصلة أدت إلى خلق مدن تتوسع باستمرار، وهو واقع يفرز مسلكيات منافية للمدنيّة، وأشكالا جديدة من الجنوح وانتشار الجريمة.
ولمواجهة المخاطر الناجمة عن هذه الوضعية، ستتواصل الجهود الهادفة إلى تعزيز قوات أمننا بالأفراد والمعدات وكذا تقريب الخدمة الأمنية، مشيرا إلى أنه وفي هذا السياق يتنزّل تخرجُ هذه الدفعة التي ستكون بحول الله إضافة عددية ونوعية لمقدّرات الشرطة الوطنية، مذكرا أنها مجرد حلقةً في سلسلة الإنجازات المتلاحقة التي تحققت لصالح الشرطة الوطنية خلال السنوات الثلاث الماضية، سواء تعلق الأمر بالموارد البشرية أو بالمعدات والتجهيزات والتقنيات الجديدة.
وقال إنه على مستوي الموارد البشرية، تم اكتتاب دفعات من الأطر والوكلاء، ساهمت في توسيع التغطية الأمنية على مستوى بعض المقاطعات في عدد من ولاياتنا الداخلية وعلى مستوي الوسائل والتجهيزات، تم بناء مركز أمن ومراقبة مدينة نواكشوط عبر تقنية الفيديو إضافة إلى تشييد وتجهيز المختبر العلمي والفني للشرطة.
أما على مستوى البنية التحتية والمعدات-يضيف الوزير- ، اكتمل بناء عدد من الإدارات الجهوية والمفوضيات في مختلف الولايات، كما تم اقتناء عشرات السيارات المتوسطة والخفيفة لصالح الإدارات المركزية والجهوية ،مشيرا إلى أن كلُّ هذه الوسائل والتجهيزات ستمكن من التصدي لمختلف التحديات الأمنية ورفع مستوى أداء وفاعلية شرطتنا الوطنية، وتمكينها من بسط الأمن والسكينة على عموم التراب الوطني.
وقال وزير الداخلية واللامركزية مخاطبا الخريجين:”أود هنا ان أتوجه إليكم أيها التلاميذ الوكلاء، لأنبهكم على جسامة المسؤوليات الملقاة على عواتقكم والمهام النبيلة التي ستتولون تأديتها خدمة للوطن والمواطن طيلة مساركم المهني، وهي مناسبة أهنئكم فيها على تخرجكم اليوم، راجيا لكم كل التوفيق في مهامكم المستقبلية”.