إن عجز أعداد كبيرة من التلاميذ في معظم الولايات الموريتانية عن دخول إعدادية وثانوبة الامتياز هو فشل جديد من عناوين هذه المرحلة.
ويرجع بعض المتابعين ذلك الفشل إلى الظروف الصعبة التي يؤدي فيها المعلم رسالته، حيث أنه لم يبق في ميدان العمل إلا الذين لا يملكون علاقة بأصحاب النفوذ وليس لديهم من يحميهم من التسرب، إلى جانب انشغال كبار المسؤولين ببناء القصور في المناطق الراقية من العاصمة، واقتناء سيارات فارهة، والظهور في الاعلام بصورة وسمعة جيدة، وتوجه أغلبية الشباب للبحث عن الوظيفة بدلا من الاهتمام بالدراسة.
والذي جعل التعليم يبقى على حاله كما الصحة فاشلا ودون المستوى، أن المسؤولين الكبارفي الدولة يرسلون أبناءهم إلى مدارس عالمية متميزة، ويتعالجون في مستشفيات أوروبا، وبذلك لا يشعرون بمأساة التعليم ونكبة الصحة، وليس لديهم هدف في الإصلاح، ويبقى ضعاف الشعب الموريتاني بجميع فئاته يقبعون في ذلك المأزق حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
إن فشل التعليم في موريتانيا له تاريخ وأساب متعددة، لكن التعيينات المفاجئة والقرارات المرتجلة هي مناخ ازدهر فيه ذلك الفشل وتمدد، وليس ميدان التعليم فرصة لتجارب نتائج المحاصصة السياسية التي يتم وفقها توزيع الوظائف في موريتانيا كما العادة.
اتلانتيك ميديا