أسس الشيخ سعد بوه بن الشيخ محمد فاضل بن مامين، رضي الله عنهم الحضرة الصوفية القادرية بالنمجاط بولاية اترارزة وكانت موردا عذبا لكل محتاج إلى التربية الروحية كما أنها كانت مركزا من مراكز الحل والعقد تقضى بها على يده للناس حاجات.
نشأ الشيخ سعد بوه في كنف والده العلامة الشيخ محمد فاضل بن الشيخ مامين، وعنه أخذ العلوم الظاهرة والباطنة، وهو من أمره بالرحيل إلى جنوبي غرب البلاد ليستقل بمكانته العلمية هناك.
فكان ملاذا للقاصدين من سائر المناطق، ترك الشيخ سعد بوه مكتبة ضخمة لا تزال في حضرة بالنمجاط حتى يومنا هذا.
بعد وفاته عام 1917م ترك خلافته باقية في عقبه دون تحديد شروط وكان أول من تولاها من أبنائه الكرام البررة الشيخ سيدي بوي بن الشيخ سعد بوه، ومن بعده أخذها أخوه الشيخ سيداتي الكبير، ثم الشيخ الطالب بوي وهو أصغر أبناء الشيخ سعد بوه وآخر عنقود من صلبه.
وبقيت الخلافة في عقبه الطاهر إلى أن دار الزمن ووصلت لآخر أبناء الشيخ الطالب وهو الشيخ آياه رضي الله عنه.
ولم تكن هذه الخلافة المباركة مشروطة كما سلف بالسن لأن الخليفة الشيخ سيداتي الكبير كان أسن منه اتقان بن الشيخ سعد بوه الذي لم يتول الخلافة.
وعلى افتراض معيار السن فإن الخليفة الشيخ عبد العزيز بن الشيخ آياه، هو أكبر أبناء الشيخ آياه كما أنه أسن لِدّاته من أحفاد الشيخ الطالب بوي، وأقربهم منه سنا الشيخ الداه بن الشيخ بنن، الأخ الأكبر للشيخ سيدي الخير بن بنن.
هذا بالإضافة إلى أن أكابر أسرة أهل الشيخ الطالب بوي، بايعوا الشيخ عبد العزيز بن الشيخ آياه خليفة عاما للطريقة القادرية في غرب إفريقيا رغم أن أحدهم تراجع عن تلك البيعة.
وقد توفرت في الشيخ عبد العزيز صفات عادة ما تشترطها القادرية في خليفتهم وهي:
-أن يكون كريما سخيا مع ضيوفه والسخاء من صفات رب العالمين ومن خلق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والصالحين فلا يليق بالمرشد أن يكون بخيلا كما جاء في الحديث ما جبل ولي الله إلا على السخاء وحسن الخلق فيكرم ضيوفه ورواد زاويته دون التقصير بحق ضيافتهم وأن تدوم البسمة على وجهه وان يكون رحب الصدر وهذا هو معنى قول الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سره (ويظهر للورَّادِ بالبشر والقرى).
ومن الشروط التي وهبها الله للشيخ عبد العزيز.
-كونه متواضعا للمؤمنين يخضع لهم بالقول والفعل وهذه الخصلة هي من خصال النبي صلى الله عليه وسلم حيث أمره الله فقال له (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ).
وكان الشيخ عبد القادر الجيلاني معروفا بتواضعه للفقراء وكان يجلس معهم ويطاعمهم ويتجنب مجالسة الأغنياء والكبراء والأمراء والوزراء إلا إذا أراد نصحهم وهذا معنى قول الشيخ عبد القادر (ويخضع للمسكين بالقــول والفعل).
ومن الشروط التي توفرت في الشيخ عبد العزيز
-كونه ناجحا في تربية المريدين وتزكية نفوسهم وكان زكى نفسه على يد شيخه ووالده الشيخ آياه الذي كان خبيرا بارعا في التربية وقد أذن له بالإرشاد والمشيخة وفق سند متصل وهذا معنى قول الشيخ عبد القادر الجيلاني(يهذب طلاب الطريق ونفسه مهذبة من قبل ذو كرم كلي)
لذا فإن على المريدين من أتباع الطريقة القادرية اتباع أوامر الشيخ عبد العزيز وعدم منازعته هذا الأمر العظيم كما أن على الدولة مدّ يد العون له بمنع كل من يحاول التشويش من دخول النمجاط وعدم السماح بالفوضى أثناء تأدية صلاة عيد الفطر المبارك كما حصل العام الماضي.