ما هو الهدف الأساسي من تدخل بعض دول العالم في تسيير شعوب دول أخرى وتأثيرها على قاعدة شعبية معتبرة من أبناء الاسلام ولدوا أحرارا كما ولدتهم أمهاتهم أحرارا، يملكون عقيدة فطرية سليمة وتمتعون بحقوقهم الطبيعية ولا حاجة تضطرهم للبحث عن قائد أو قدوة .
لقد أصبحنا اليوم نشاهد مستقعات وبؤرخبيثة ومفخخات حركية تطبعها السياسة وتغطيها الحرية و توشك أن تثمر سيولا جارفة لا تبقي ولا تذر، هنا على أرض موريتانيا التي ما زالت تنعم بقدر من الأمن مقارنة مع دول العالم العربي والإسلامي .
إننا نشعر ونحن هنا في موريتانيا أن بلادنا مستهدفة من قبل قوى عالمية شريرة هدفها الاساسي هو تخريب الوطن وتفرقة لحمته وتشتيت نسيجه الاجتماعي أحينا باسم الدين وباسم الحرية والديمقراطية والوعي في احايين أخرى ..إنها تجد في زرع الفتنة بين أبناء وطن واحد مسلم ومسالم عن طريق تلويث افكارهم الطيبة وتدنيسها حين تدس خلال ذلك جمعا من الخلايا الخبيثة التي تسهرعلى تسخير الأدمغة الشابة لخدمتها بكل ما أوتيت من طاقات بشرية فذة.
موريتانيا التي تستحق الأمان وتستحق أن تبنى عليها حصونا من الأمن والإيمان بذاتها والاستقلال والقناعة لا تدع منفذا لإغراءات الآخر ولا لأفكاره ولا لانبعاثاته السامة، موريتانيا التي تملك علماء بلغوا رتبة الاجتهاد فلم يعد لها وطر في جلب نفايا الفقه والفتاوى من أي دولة أخرى ..موريتانيا التي تنعم بحرية مطلقة وفضاءات للحرية واسعة لا تدع سبيلا للهروب نحو جنان الانعتاق والتحرر لإرتماء في حضن الآخر لتصطلي بأفكاره المغرضة، موريتانيا التي تملك الإسلام أولا وآخر ولا حاجة تدفعها لأن تتفرق أشتاتا على ألوان الطبيعة لتنتزع حريتها فما جاء الاسلام إلا ليحرر البشرية من وسم العبودية ونير الإهانة والذل والجهل والهوان.
من هذا المنبر نتوجه إلى أبناء وطننا الذين يبيعون انفسهم بعرض من دنيا قليل من أجل هبات زهيدة تمنحها إياهم أيدي الخفاء في ظلام الخيانة لتبقي عليهم قيد الأسر ولتظل هذه الدول نائمة متأخرة وفقيرة من اجل اضهادها ونهب خيراتها وبالتالي فنحن هنا أمام استعمار جديد يمكن ان نسميه استعمارا "مقنعا" .
إن بلادنا موريتانيا يا أبناء موريتانيا تستحق أن تستقل فكريا وأن تجتهد في الرأي الشرعي وأن تستقل ديمقراطيا وحضاريا وأن تزاحم أفق الآخر بفضل الإسلام حين نحترم ونقدرحقيقة الوحدة الوطنية وحين نطبق ونعي مبادئ الانسانية السليمة .
ديدي نجيب