يبدو أن الخسارة التي تلقاها النصر، بقيادة قائده البرتغالي كريستيانو رونالدو، على يد الغريم الهلال بنتيجة (1-4) في نهائي كأس السوبر السعودي أمس السبت، ستكون شرارة انطلاق ثورة في قلعة العالمي.
وحصد الهلال لقب السوبر المحلي للمرة الخامسة في تاريخه والثانية تواليا، بعدما هزم أهلي جدة في الدور نصف النهائي بركلات الترجيح (4-1)، قبل أن يضرب النصر بنفس النتيجة، ولكن خلال الوقت الأصلي، رغم تقدم الفريق الأصفر.
وتسببت هذه الخسارة في صدمة كبرى لرونالدو الذي كان يتطلع لتحقيق لقبه المحلي الأول مع النصر، بعد فشله المستمر منذ انضمامه لصفوف "العالمي" في يناير/كانون الثاني 2023.
ومن المتوقع أن تشهد الساعات القليلة المقبلة ثورة داخل النصر، بسبب الهزيمة القاسية التي تعرض لها الفريق في بداية الموسم الجديد، قبل الدخول في التحديات الأكثر صعوبة، خصوصًا أن الهلال واصل هيمنته على البطولات المحلية في السعودية.
النقطة المضيئة
كان رونالدو بمثابة النقطة المضيئة في ليلة النصر الحزينة، وذلك بعدما أحرز هدف فريقه الوحيد بالدقيقة 44 من الشوط الأول، لينهي عقدة التسجيل أمام الهلال والحارس المغربي ياسين بونو.
وبحسب موقع "سوفا سكور" لإحصائيات كرة القدم، فإن رونالدو هو أعلى اللاعبين تقييما في صفوف فريقه، بالحصول على 7.1 درجة من 10، حيث سدد مرتين على المرمى، ولمس الكرة 31 مرة، وقام بـ20 تمريرة ناجحة من أصل 27، بنسبة نجاح 74%، ووقع في مصيدة التسلل مرتين.
ورفع "الدون" رصيده إلى هدفين في البطولة، بعدما هز شباك التعاون ثم الهلال، ليحتل وصافة هدافي المسابقة خلف الصربي ألكسندر ميتروفيتش، هداف "الزعيم" بفارق هدف أقل.
سباعية حزينة
فشل رونالدو في تحقيق البطولة المحلية السابعة مع النصر منذ انضمامه لصفوف الفريق، بعدما خسر السوبر السعودي 3 مرات، وكأس الملك، والدوري المحلي مرتين لكل منهما.
موسم 2022-2023، شهد تحقيق المركز الثاني في دوري روشن خلف الاتحاد، إضافة لتوديع نصف نهائي كأس السوبر ضد "العميد" أيضا، بالخسارة (1-3).
وفي الموسم ذاته، ودع كأس الملك من الدور نصف النهائي، بالخسارة أمام الوحدة، بهدف دون رد، ليخرج بدون ألقاب خلال بدايته مع "العالمي".
واستمر فشل "صاروخ ماديرا" مع الأصفر خلال الموسم الماضي، حيث خسر جميع الألقاب المحلية مرة أخرى، بتحقيق المركز الثاني خلف الهلال في دوري روشن، بجانب السقوط أمام "الزعيم" في نصف نهائي السوبر بنتيجة (1-2).
وأنهى الموسم بخسارة كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الهلال، ولكن بركلات الترجيح، بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بنتيجة (1-1).
ومع بداية الموسم الجديد 2024-2025، خسر أسطورة ريال مدريد، لقب السوبر السعودي للمرة الثالثة، بالسقوط أمام الهلال، ليُكمل سباعية محلية حزينة.
فضلًا عن ذلك، فشل رونالدو في الظفر بلقب دوري أبطال آسيا، لكنه اكتفى ببطولة خارجية وحيدة، هي كأس الملك سلمان للأندية الأبطال (البطولة العربية للأندية) الصيف الماضي.
ثورة مكتملة الأركان
وبعد هذا السقوط، يبدو أن رونالدو سيقود ثورة مكتملة الأركان داخل النصر بعد الهزيمة المُذلة أمام الهلال، بدأت بتوبيخ زملائه في الملعب عقب استقبال 4 أهداف في شوط واحد، بعد أن كان الفريق متقدمًا.
وعقب صافرة نهاية المباراة، ظهر غضب رونالدو متمثلًا في مغادرته الملعب ورفضه دخول الممر الشرفي، حيث لم يصعد لاستلام الميدالية الفضية.
إضافة إلى ذلك، خرجت تقارير صحفية خلال الساعات القليلة الماضية تشير إلى أن إدارة نادي النصر اتخذت قرارا ناريا، يتمثل في إقالة المدرب البرتغالي لويس كاسترو، بعد الفشل المستمر منذ بداية توليه المهمة مطلع الموسم الماضي.
وبما أن رونالدو كان الداعم الأبرز لبقاء كاسترو مع النصر رغم فشله الموسم الماضي، فإن إقالة المدرب البرتغالي تعني أن الدون قرر "رفع الحصانة" عن مواطنه، ليفسح المجال أمام مدرب آخر، قد ينقذ موسم الفريق، حتى لو كان ذلك على حساب الاستقرار الفني.
ويبدو أن استمرار سوء مستوى الفريق دفع الإدارة ورونالدو للتخلص من المدرب، خصوصًا أن القائد عبّر عن غضبه الشديد من مستوى اللاعبين وبعض القرارات داخل الملعب.
ومن المتوقع أن تتحرك إدارة النصر قبل نهاية الميركاتو الصيفي لإبرام صفقتين من العيار الثقيل على أقل تقدير، بهدف إرضاء النجم البرتغالي الذي طلب التعاقد مع عدة أسماء، لكن الإدارة فشلت في تلبية رغباته، خصوصًا مع غياب دعم لجنة الاستقطابات هذا الصيف، على عكس العام الماضي.
وحاول رونالدو مرارا وتكرارا خلال الموسم الماضي، مساعدة فريقه على تحقيق الألقاب بتسجيل 50 هدفا وصناعة 13، لكن ذلك لم يكن كافيا، لتستمر المعاناة بداية من السوبر الجديد، مما ينذر بثورة مكتملة الأركان، هدفها تغيير المدرب وإجراء بعض الصفقات والتخلص من عدة أسماء إدارية ورحيل أكثر من لاعب محلي وأجنبي.
رياح التغيير
وبعد هذه المؤشرات، لا يمكن استبعاد الإطاحة ببعض المحترفين، الذين لم يظهروا بالمستوى المتوقع، وعلى رأسهم البرازيلي أليكس تيليس، والسنغالي ساديو ماني.
ومن المنتظر ألا تكون ثورة النصر على مستوى المدرب واللاعبين فقط، إذ ستمتد أيضًا لتشمل النواحي الإدارية خارج الملعب.
ويواجه جويدو فينجا، الرئيس التنفيذي لنادي النصر، خطر الرحيل عن منصبه، بعد الانتقادات الجماهيرية الحادة التي تعرض لها خلال الساعات الماضية.
كذلك من المتوقع أن يرحل رائد إسماعيل، المدير التنفيذي للنادي، بسبب الانتقادات المستمرة التي يتعرض لها من الجماهير، لاسيما أنه رئيس إحدى الشركات الراعية للهلال.