واصل الموريتانيون وقوفهم السياسي والإعلامي إلى جانب المقاومة، سيراً مع تطورات الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية بعد اغتيال حسن نصر الله،
بينما يشتد الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي إزاء الضربات التي وجهتها إيران لإسرائيل بين معجبين بها أشد الإعجاب، ومن يرون أنها “ضربات ضعيفة متفق بشأنها سلفاً، بين النظام الإيراني وأمريكا وإسرائيل لحفظ ماء وجه حكومة طهران”.
وواصلت الهيئات الشعبية الموريتانية يتقدمها الرباط الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني، والمبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني، استعداداتها لإحياء ذكرى اندلاع طوفان الأقصى في السابع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بمهرجان ضخم سينظم يوم غدٍ الإثنين، من أجل “إبراز أهمية الحدث واستخلاص النتائج والدروس واستئناف أنشطة المؤازرة”.
وكانت صلاة الجمعة مناسبة استؤنفت بعدها وقفات الاحتجاج الأسبوعية أمام الجامع الكبير وسط العاصمة نواكشوط، وذلك بتنظيمٍ من المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن القضايا العادلة، والرباط الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني.وردد المتظاهرون شعارات تشيد بإطلاق إيران لعشرات الصواريخ على إسرائيل، وتحيي الصمود الفلسطيني، والمقاومة اللبنانية.
ومن الشعارات التي رددها المحتجون: “المقاومة منا ونحن منها”، و”غزة قائدة الأمة”.
وأكد خطباء وقفة الجمعة أن “المصلين يتظاهرون اليوم تنديداً بالمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق إخواننا في غزة وتنديداً بالعدوان على لبنان وفلسطين وإسناداً للمقاومة ومواصلة لمناصرة أهلنا وإخوتنا”.
وفي إطار متصل، نظم نواب البرلمان الموريتاني، تزامناً مع افتتاح الدورة البرلمانية، وقفة تضامنية مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، تنديداً بالاعتداءات الصهيونية على هذين البلدين.
وانتقد النواب بشدة “مواقف القوى الدولية وانسياقها في الأجندات الصهيونية”، ودعوا “أحرار العالم إلى الوقوف في وجه الاعتداءات الصهيونية، ولجم مجرميه، ووقفهم عند حدهم، وتقديمهم للعدالة”.
واعتبروا خلال الوقفة “أن استمرار الاعتداءات على الشعب الفلسطيني طيلة عام، وتمددها إلى الشعب اللبناني، ووقوف الهيئات والمنظمات الدولية متفرجة دون أي تحرك، يفقد هذه الهيئات مصداقيتها ودورها”.
وكان رئيس البرلمان الموريتاني، محمد ولد مكت، قد أكد في خطاب افتتاح الدورة البرلمانية “أن الاعتداءات الصهيونية باتت تهدد المنطقة بأسرها عبر التوسع مؤخراً لتشمل بلداناً أخرى في مقدمتها لبنان الشقيق”.
وقال: “إن هذه الاعتداءات ترجمت تعاظُم شهية القتل والتدمير والتشريد التي ميزت الكيان الصهيوني منذ نشأته”.وضمن حضور القضية الفلسطينية الدائم في الخطاب الرسمي الموريتاني، جددت موريتانيا وقوفها إلى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني، وذلك في خطاب ألقاه السفير الحسين سيدي عبد الله الديه، مندوب موريتانيا الدائم لدى جامعة الدول العربية، أمام الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، المخصصة لمناقشة تقديم مساعدات عاجلة للجمهورية اللبنانية في ضوء الظروف الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني.وأكد “أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية تجدد تضامنها الكامل مع لبنان الشقيق الذي يمر بظروف عصيبة واستثنائية، حيث وصلت الحالة الإنسانية فيه لدرجة لا تطاق، بعد أن هجر مئات الآلاف من الناس مساكنهم، وباتوا دون مأوى عرضة للأمراض والأوبئة والجوع”، مشيراً إلى أن “المجتمع الدولي مطالب على جناح السرعة بتنسيق الجهود وتعبئة الموارد الضرورية لتوفير الدعم الإنساني الطارئ والمساعدات الطبية للمصابين والغذاء والإيواء والرعاية للنازحين”.وقال “إن استمرار العدوان الإسرائيلي سيزيد الأوضاع الإنسانية والمعيشية صعوبة”، مؤكداً “أنه لا بديل عن الوقف الفوري لحرب الإبادة البشعة التي تشنها إسرائيل دون رادع في فلسطين المحتلة ولبنان”.
عبد الله مولود
نواكشوط – «القدس العربي»