الفساد بشكل عام ظاهرة سيئة معيقة لتقدم البلد الذي تتفشى فيه..
والذي يتبادر للأذهان عند الحديث عنه، هو أنه مقتصر على ما يختلسه كبار المسؤولين من مقدرات الأوطان أو ما يسجلون من الممتلكات العامة في قائمة أملاكهم الخاصة، وهذا بالفعل صنف غاية في الخطورة وهو الفساد المصنف!
لكن الأخطر منه، حسب رأيي، هو صنف آخر يتعلق بنا نحن معشر العمال والموظفين غير المعنيين بالتسيير، حيث يسعى العديد منا، سامحنا الله، إلى طرق تمكنه من الاحتفاظ بالراتب دون أن يقدم الخدمة المكتتب لها أصلا، وهو ما أسميه الفساد غير المصنف..
خطورة الفساد غير المصنف تتجلى في الآتي:
- ممارس هذا النوع من الفساد يعطل خدمة، كان من اللازم توفرها، أو يقلل من فاعليتها على الأقل (فساد إداري)،
- يحرم أحد العاطلين عن العمل من حقه في الولوج لهذه الوظيفة، بسبب شغله للاعتماد الخاص بها (فساد أخلاقي واجتماعي)،
- يأخذ مبلغا من خزينة الدولة كل شهر بدون مقابل (فساد مالي).
لكن وجه الخطورة الأكبر في هذا النوع من الفساد هو أن صاحبه، بل والمجتمع عموما لا يعتبره فسادا؛ بل إنك ترى مرتكبه يحاضر عن الإصلاح والمثل العليا، ويصب جام غضبه على بعض ممتهني الفساد المصنف!
حفظ الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين والعرب.