فجرت تقارير إعلامية مفاجأة كبيرة بعد أن كشفت عن استغلال روسيا لاسم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب نادي النصر السعودي، في أنشطة تجسسية.

وأفادت صحيفة “صن” البريطانية بأن جواسيس يعملون لصالح روسيا استخدموا مقاطع الفيديو الخاصة برونالدو على موقع يوتيوب كوسيلة لإرسال رسائل مشفرة إلى مسؤولين في العاصمة موسكو.

وتكشف هذه الواقعة بعد أن تم الحكم بالسجن على زوجين في ألمانيا، أُدينا بالتجسس لصالح روسيا لمدة 23 عامًا، حيث كانا يجمعان معلومات استخباراتية عن الغرب. الزوجان، أندرياس وهايدرن أنشلاغ، كانا يعيشان في بلدة ماربورغ شمال فرانكفورت، وحملا جوازي سفر نمساويين مزورين، وادّعيا أنهما من أصول أميركية جنوبية.

وخلال تلك الفترة، نقلا العديد من الأسرار إلى الاتحاد السوفيتي السابق ثم إلى روسيا، بما في ذلك معلومات حساسة عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وحلف الناتو، عبر عميل ثالث يعمل في وزارة الخارجية الهولندية. كان هذا العميل يرسل لهما الوثائق عبر “صناديق بريد ميتة” مع ذاكرات USB، ليتم استلامها في أماكن متفق عليها.

ومع تطور الإنترنت، ابتكر الزوجان وسيلة جديدة للتواصل مع مشرفيهما في موسكو، إذ أنشآ حسابًا على يوتيوب باسم Aplenkuh1 في عام 2011. بعد ذلك، أنشأ الكرملين حسابًا يحمل اسم “كريستيانو رونالدو فوتبولار”، واستخدم قسم التعليقات على مقاطع الفيديو الخاصة برونالدو لإرسال الرسائل المشفرة.

ومن بين التعليقات التي تبادلاها “إنه فيديو رائع والأغنية جميلة أيضًا”، ليرد حساب “رونالدو” المزعوم “يجري ويلعب كأنه الشيطان”. وقد أشار المحققون الألمان إلى أن هذه التعليقات كانت بمثابة رموز مشفرة للتواصل بين الجاسوسين، حيث يمكن تحويل تسلسل علامات الترقيم إلى أرقام تُترجم لاحقًا إلى رسائل متفق عليها مسبقًا.

تمكنت الاستخبارات الألمانية من تعقب الزوجين، وفي أكتوبر 2011، داهمت منزلهما أثناء تلقي الزوجة رسالة مشفرة عبر جهاز إرسال بمكتبها، مما أدى إلى سقوطها عن كرسيها من الصدمة. وفي يوليو 2013، أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن 6 سنوات ونصف على الزوج أندرياس، و5 سنوات ونصف على الزوجة هايدرن، فيما حكم على موظف الخارجية الهولندية بالسجن 12 عامًا.

وفي نهاية 2015، تم الإفراج عن الجاسوسين بشكل مفاجئ، ورُحلا إلى روسيا، حيث استقبلهما الكرملين استقبال الأبطال.