
تُعتبر الحجامة واحدة من أقدم طرق العلاج التقليدي التي استخدمت منذ آلاف السنين في حضارات متعددة، بهدف التخفيف من آلام الظهر والرقبة والصداع، والتعامل مع بعض المشكلات الصحية المزمنة. وتعتمد هذه التقنية على مبدأ الشفط؛ حيث توضع كؤوس خاصة على الجلد لإحداث ضغط سلبي يجذب الدم نحو السطح، ما يُعزز تدفق الدورة الدموية ويحفز عمليات الشفاء الطبيعية في الجسم.
أنواع الحجامة
تنقسم الحجامة إلى ثلاثة أنواع رئيسية، تختلف في آلية التنفيذ واستخداماتها الصحية:
ad
الحجامة الجافة: تعتمد على خلق فراغ داخل الكأس باستخدام الحرارة أو المضخة دون إخراج دم.
الحجامة المتحركة: توضع الكؤوس بعد دهن الجلد بزيت طبيعي، ثم تُحرّك برفق على مناطق الألم لتحفيز الدورة الدموية.
الحجامة الرطبة: تتضمن وخز الجلد بإبرة أو مشرط دقيق قبل الشفط لإخراج كمية صغيرة من الدم، ويُعتقد أنها تساعد على التخلص من السموم.
ad
أبرز الاستخدامات العلاجية
تُستخدم الحجامة في تخفيف أعراض عدد من الحالات الصحية، أبرزها:
آلام الظهر والرقبة والركبتين والكتفين.
التهابات المفاصل، وخاصة الروماتويدي.
الصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم.
اضطرابات الجهاز التنفسي مثل الربو.
مشكلات الجهاز الهضمي كالتهاب القولون.
متلازمة النفق الرسغي.
الفوائد والتجربة العملية
ورغم محدودية الدراسات العلمية التي تثبت فعاليتها بشكل قاطع، يشير بعض المرضى إلى شعورهم بتحسن ملحوظ في الأعراض بعد جلسات الحجامة. وتُستخدم الكؤوس عادةً من الزجاج أو البلاستيك أو السيليكون، وقد تترك علامات دائرية حمراء تختفي في غضون أسبوع إلى أسبوعين.
الآثار الجانبية والتحذيرات
قد تسبب الحجامة بعض الآثار الجانبية المؤقتة مثل الكدمات، الشعور بالتعب، الغثيان، أو الصداع. وفي حالات نادرة قد تحدث التهابات جلدية.
ولا يُنصح بها في بعض الحالات الصحية، مثل:
الحمل.
فقر الدم واضطرابات النزيف.
أمراض القلب المزمنة.
وجود التهابات أو أمراض جلدية نشطة.
ويُجمع الخبراء على أن الحجامة يمكن أن تكون علاجاً مكملاً مفيداً إذا أُجريت تحت إشراف مختص مؤهل وبالتوازي مع الطب الحديث، لكنها لا تُعد بديلاً عن الرعاية الطبية المتخصصة.