
أصبح الاستحمام بالماء البارد من الممارسات الصحية التي يلجأ إليها الكثيرون كجزء من العلاج بالبرودة، سواء عبر الغمر الكامل في ماء بارد أو مثلج لفترات قصيرة تصل إلى 10 دقائق. وبالرغم من فوائده المحتملة، إلا أن هذه العادة قد لا تكون مناسبة للجميع، خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية أو في الدورة الدموية.
المخاطر المحتملة
وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث»، يُسبب الاستحمام بالماء البارد ارتفاعًا مؤقتًا في ضغط الدم كرد فعل طبيعي للجسم تجاه البرد، كما أنه يجهد الجهاز القلبي الوعائي. وقد يكون ذلك خطيراً على الأشخاص المصابين بأمراض القلب أو مشاكل في الدورة الدموية.
توضح الدراسات أن التعرض المفاجئ لدرجات الحرارة الباردة ينشط الجهاز العصبي اللاإرادي، المسؤول عن تنظيم وظائف القلب، الأوعية الدموية، والتنفس، بالإضافة إلى باقي وظائف الجسم التلقائية. وعند التعرض للماء البارد، يزداد معدل ضربات القلب والتنفس والدورة الدموية، كما يرتفع ضغط الدم مؤقتاً قبل أن يعود إلى طبيعته خلال حوالي أربع دقائق.
ad
لذلك، يُنصح الأشخاص المصابين بمشاكل قلبية أو ارتفاع ضغط الدم أو قصور القلب بالتشاور مع طبيبهم قبل اتباع هذه الممارسة بانتظام.
الفوائد الصحية المحتملة
على الرغم من المخاطر لبعض الأشخاص، قد يقدم الاستحمام بالماء البارد فوائد عديدة للأصحاء، وتشمل:
ad
تحسين الدورة الدموية: تنشط الاستجابة الفورية للبرد تدفق الدم، مما يعزز الدورة الدموية ووصول الأكسجين والمواد الغذائية إلى جميع أجزاء الجسم.
زيادة التركيز والانتباه: أظهرت دراسة صغيرة أن البالغين الذين استحموا بالماء البارد لمدة خمس دقائق أصبحوا أكثر يقظة وقدرة على التركيز والنشاط.
تعافي العضلات: يستخدم الرياضيون العلاجات الباردة لتخفيف التعب وتعزيز التعافي بعد التمارين والمنافسات.
تحسين الصحة النفسية: تشير بعض الدراسات إلى أن التعرض للبرودة يمكن أن يحسن المزاج ويساعد في مواجهة الاكتئاب والقلق.
فوائد للبشرة: قد يقلل الماء البارد من الالتهابات والإجهاد التأكسدي، مما يحسن مظهر البشرة وصحتها.
تحسين النوم: أظهرت أبحاث أن الغمر الكامل في الماء البارد قد يعزز النوم العميق، خاصة عند الرياضيين.
تعزيز المناعة: يُعتقد أن التعرض المنتظم للبرد يحفز جهاز المناعة، ويزيد مقاومة الجسم لنزلات البرد والمشاكل الصحية الشائعة.
الاستحمام بالماء البارد قد يكون أداة فعالة لتحسين الدورة الدموية، الصحة النفسية، التعافي العضلي، وحتى جودة النوم، لكن من الضروري توخي الحذر لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية أو ارتفاع ضغط الدم. وللاستفادة القصوى من هذه الممارسة، يُفضل البدء بتعرض تدريجي للبرد ومراعاة استشارة الطبيب عند الحاجة.