اطلعت وكالة “المرابع ميديا” على خفايا ما جرى مؤخرا في حزب الوئام الديمقراطي الاجتماعي، الذي حاولت بعض وسائل الإعلام المغرضة متابعته كعادتها بأسلوب لا يخلو من الإثارة والتهويل تارة في وصف انسحاب أحد قادة الحزب بانقسام داخل أركان الحزب، وتارة أخرى بالترويج لنهايته.
بينما الواقع يؤكد ـ وربما هي سابقة سياسية وحزبية في البلد أن المسؤول الحزبي الرفيع الذي شكل انسحابه من “الوئام” مصدرا للشائعات والتقولات، رسم سلوكا في الحزبية غير معهود.
فقد كشفت رسائل متبادلة حصلت عليها “المرابع ميديا” بين نائب الرئيس السابق لحزب الوئام الوطني محمد يحظيه ولد مختار الحسن و رئيس الحزب بيجل ولد هميد، أن المتغيرات السياسية والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.. وعكس ما تعودنا عليه داخل الأحزاب في بلادنا من محاولات البعض حين يقرر الإنسحاب من حزب أو جماعة سياسية، فرض رؤيته أو الإنشقاق أو تشويه خصمه السياسي، ظهرت لأول مرة في حزب الوئام، منهجية في إبداء الموقف والإختلاف مغايرة لذلك تماما، وهي في الواقع لا تنم إلا عن مستوى عال جدا من الثقافة الديمقراطية المتجذرة.
وفي مايلي نص الرسالتين:
■ الرسالة الأولى
إلى السيد رئيس حزب الوئام الديمقراطي الاجتماعي
إني آسف بأن أطلعكم على قراري بالانسحاب من الحزب.
ويصبح هذا القرار ساري المفعول اعتبارا من اليوم، 02 مايو 2014.
وإنني أرجو أن أرى الوئام يواصل، في انسجام ووحدة، مسيرته نحو المزيد من النجاح.
وتفضلوا، السيد الرئيس، بقبول أخلص التحيات.
محمد يحظيه المختار الحسن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
■ الرسالة الثانية
إلى السيد محمد يحظيه المختار الحسن
الموضوع: انسحابكم من حزب الوئام
المرجع: رسالتكم بتاريخ 02 مايو
2014
لقد اطلعت بأسف عميق على قراركم بالانسحاب من حزب الوئام، وهو الحزب الذي قمنا معا بإنشائه في يوم 17 مايو 2010 برفقة زملاء آخرين، وبذلتم شخصيا الكثير في سبيله، جسما وفكرا، آناء الليل وأطراف النهار، وجبتم البلاد طولا وعرضا من اجله بنفس الالتزام ونفس الإخلاص.
وطيلة هذا المسار، استفاد الحزب كثيرا من تجربتكم وانفتاحكم وثقافتكم الواسعة. كنا نرجو مواصلة الدرب، جنبا إلى جنب، على الطريق الذي رسمناه سويا والذي أعطى، في ظرف وجيز، نتائج معتبرة.
وأنا متأكد من أننا كنا قادرين، بتضافر جهودنا، على إحراز المزيد لمصلحة الديمقراطية الموريتانية بصورة خاصة وللبلد بشكل عام. لكن إرادة الله هي أن يتوقف عملنا السياسي المشترك، في الوقت الراهن، يوم 02 مايو 2014.
إلا أنني على ثقة من أن العلاقات الشخصية التي نسجناها خلال هذه الفترة ستصمد بعد توقف الروابط السياسية.
وإذ أتمنى لكم كل النجاح في جميع مساعيكم، أرجو أن تتقبلوا، السيد الوزير وأخي العزيز، أصدق مشاعري.
بيجل ولد هميد
“المرابع ميديا”