كثيرة هي القصص التي سمعها المغاربة وتأثروا بها خلال السنوات الأخيرة، والتي قام فيها آباء بتكبيل أبنائهم المرضى نفسيا بالسلاسل في أماكن تنعدم فيها ظروف الحياة، كالإسطبلات والأقبية ومعاملاتهم كحيوانات متوحشة لسنين طويلة، قبل أن ينكشف أمرهم بالصدفة.
مدينة الناظور كانت على موعد مع قصة من هذا النوع لأب غيّب الغضب وعيه ليقوم باحتجاز اثنين من أبنائه القاصرين داخل غرفة بيته، حيت قام بتكبيلهما بالسلاسل، رغبة في الانتقام من والدتهما التي فرت من بيت الزوجية رفقة أبنائها الأربعة، بعدما لم يفلح في إقناعها منحه أموال تحصلت عليها بعد بيع قطعة أرضية ورثتها عن والدها.
لم يستسغ الأب الأمر، فتربص باثنين من أبنائه بالشارع العام، وأجبرهما تحت التهديد على مرافقته إلى المنزل، حيث قام بتكبيلهما بسلاسل حديدية مخافة فرارهما، وأمعن في تخويفهما من عواقب محاولة الهروب.
وبعد أيام من الإقامة الجبرية، تمكن القاصران من الفرار بعد أن استغلا خروج والدهما من البيت، ليتوجها رأسا صوب منزل جدهما المتوفى، أين تقطن الأم بعد مغادرتها لبيت الزوجية رفقة ابنيها الآخرين.
ومباشرة بعد إخبارها بما وقع لهما، قررت الأم التوجه صوب الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالناظور الذي عاين آثار السلاسل على أيدي وأرجل الطفلين، ليعطي تعليماته للشرطة القضائية بتوقيف الأب والتحقيق معه.
وفي محاضر الاستماع للأب الموقوف، أنكر المنسوب إليه، مؤكدا للمحققين استحالة القيام بما أورده أبناؤه، مشددا على أن أمهما قامت بتلقينهما ما سيقولون، ودبرت الأمر للانتقام منه وإبعاده من طريقها.
تبريرات الأب لم تقنع المحققين والنيابة العامة التي أمرت بمتابعته في حالة اعتقال بتهمة الاحتجاز والإيذاء العمدي في حق ابنيه القاصرين، لتتم إحالته على السجن المحلي بالناظور في انتظار جلسات المحاكمة.