موريتانيا ثروات ضائعة و فوضى في التسيير و رحيل مستعمر

يخلد الموريتانيين ذكرى الرابع و الخميس لعيد الاستقلال الوطني , 54 و

 

 خمسون عاما من استقلال بعد صراع طويل مع فرنسا التي لم تكن تريد الرحيل 

عن الأراضي الموريتانية آنذاك , احتلال فرنسا لموريتانيا لم يكن هباء , 

 

استمرت فرنسا في بسط قوتها على الأراضي الموريتانية لعدة سنوات الاحتلال

 

 الفرنسي ولد طاقة لدى الشعب الموريتاني في دخول معركة استقلال التي راح ضحيتها رجال آمنوا بالوطن و ضحوا لأجله , لكن أب الأمة المختار ولد داداه لم يسمح لفرنسا بتنفيذ رغبها في شعب الموريتاني , وقف الرجل في وجه الاستعمار و قفة رجل واحد , ضحى بالغالي و النفيس من أجل أن تستقيل بلاده  رغم ضغوطات رغم الخسائر رغم اشتعال النيران إلا أن شجاعة الرجل و صرامته و قوته و ذكائه ووطنيته أستطاعت أن تخرج الشعب الموريتاني من ظلومات إلى النور و أن يهدي لأمهات الموريتانيات ورقة استقلال بلادهم ليرفرف عالم موريتانيا و تبدأ زغاريت و الفرح يجوب المدينة و يسمح دموع الحزن و يبدلها بدموع الفرح و يفتح أمام الشباب الموريتاني مستقبل واعد و تشرق شمس الحرية من جديد و تبدأ الأحلام تتحقق .

حصلت موريتانيا على استقلال 28 نوفمبر 1960 على يد أب الأمة  المختار و لد داداه لتدخل بعد ذالك في معارك كلفتها الكثير معارك لا تنتهي , معارك رغم تعديلات الوزارية و الدستورية لا تتغير , فوضى في التسيير و تفشى في حالة الأمن , و الجهل و الفقر , تحكم في المؤسسة العسكرية إرغام المواطنين على تصويت على مأساتهم , و زج بكل من يرفع صوته ضد الظلم الممارس على المواطنين إلى السجن , فمتى يرحل هذا المستعمر ؟

لا يحق لنا أن نحتفل بالاستقلال فنحن لم نستقل بعد , فمتى نستقل من هذه العادات السيئة , متى نستقل من تعبيد الشعوب و تعذيبهم و أكل خيراتهم و استحواذ على ممتلكاتهم و تعريضهم لظلم و القهر و الفساد , فمتى نشهد ثورة ضد الظلم متى نعيش أحرار كباقي الشعوب , نعيش من خيراتنا و يحترمنا ملوكنا , نحن شعبكم و لسنا عبيدكم , في الحقيقة نحن لم نشهد استقلال بعد إنما نحلم به فمتى يتحقق ذالك الاستقلال و على يد من ؟ بعد رحيل أب الأمة ".

رحل المستعمر لكن ترك مستعمرين يجيدون احتلال الشعوب و استحواذ على أموالهم و تكريسها لأنفسهم , فوضى في كل المؤسسات و تكتم على الحقيقة و تستر على الجرائم , أوبئة و حوادث , مجاعات و كوارث , تخلف , و فشل , محاولة إصلاح بادت بالفشل, شعب لا يهمه أمر بلده.

لا نستحق فرحة الاستقلال , لأننا لسنا كباقي الشعوب لنحتفل, المؤسسات و الحريات و أموال الشعب و مستقبل الأجيال كل هذا و أكثر يمتلكه رجل واحد,يفعل ما يشاء و يحقق ما فيه مصلحة له فقط.

54 سنة على الاستقلال و لا تزال المباني الحكومية كما هي , تتناوب عليها المسؤوليات , 54 سنة من الاستقلال و لا زالت العاصمة تشهد انهيارا و مهددة بالغرق , 54 سنة من الاستقلال و تزل الحريات محجوبة , 54 سنة من الاستقلال و تزال المؤسسة العسكرية تخض لأوامر الحكومية بدل الشعبية , 54 و خمسون سنة من الاستقلال و تزال العنصرية و القبلية و الجهوية و الطائفية تنشط في الوسط الموريتاني , 53 سنة من الاستقلال و لا تزال وزارة التعليم تفشل في إصلاح التعليم و توجيه الطلاب . 54 سنة و لا زالت الممتلكات الدولة تصرف لأشخاص و رؤساء المنظمات , 54 خمسون سنة من الاستقلال , و زال الجوع يأخذ فريسته من أحياء الصفيح , 54 سنة و لا زالت شوارع نواكشوط مظلمة ,54 سنة و لا تزال الحكومة الموريتانية تجبر المواطن على ما لا يناسبه و يخالف القانون 54 سنة و لا يزل الشعب الموريتاني جاهلا غير متعلم , 54 سنة و لا تزال المراكز الصحية لا تتوفر على المعدات ألازمة لإنقاذ أرواح البشرية من الموت , 54 سنة و لم تتغير منهجية التعليم و سير المؤسسات الحكومية , 54 سنة من الحرمان و الكتمان و الضرب و الاعتداء و شتم , سياسة فاشلة دستور غير معترف به قانون يجله الجميع , دولة تسير على قانون رجل واحد , حكومة  لا تخاف الله في عبادها و تخاف الرئيس في أدائها أمور كثيرة تحدث في هذا البلد الصغير تشهد على عدم استفادة موريتانيا من الاستقلال منذ أيام الاستقلال حتى الآن و نحن نتصارع على معقد النيابي و الرئاسي و البرلماني و البلدي , و لا نتنافس في التقوى و احترام المواطن و اجتهاد في العمل و المسؤولية و نزاهة و شفافية , فهل يحق لنا أن نحتفل بالاستقلال,و تعيش موريتانيا على وقع أحداث توصف النظام العسكري الحاكم بالجارف و العنصري و الظالم,كما تشهد توتر الأوضاع الاجتماعية و ذلك بعد ميلاد حركة عنصرية غير معترف بها قانونيا تدعي الدفاع عن شريحة السود في موريتانيا, و قد سبق و أن ارتكبت هذه الحركة أفعال شنيعة تتمثل في حرق الكتب المالكية و سب العلماء و تهديد سلامة المواطنين و الاستقرار بشكل عام,دون تحرك من الحكومة الحاكمة و أمام صمت رهيب من الحكومة في شأن هذه الحركة المتطرفة,و الداعية إلى الفتنة و الحرب الأهلية و قد سبق أن وقعت موريتانيا ضحية مثل هذه الحروب.

و تمتلك موريتانيا ثروة سمكية و حيوانية  و ذهبية و حديدية و مساحات أرضية صالحة لزراعة تستغني بها عن بقية العالم,لكن الحكومة الموريتانية منذ ميلادها حتى الآن لم تفلح في استخدام هذه الثروات و إظهارها على أرض الواقع و العيش الكريم للمواطنين و شكل العمراني للمدينة و بناء دولة عصرية تتماشى مع عصرنة العالم,دولة القانون و المساواة و العدالة.

و بهذه المناسبة العظيمة نبارك لشعب الموريتاني و كل الموريتانيين عيد الاستقلال الوطني عاشت موريتانيا حرة مزدهرة و حفظ الله موريتانيا و شعبها من كل سوء و كيد الحاقدين و العملاء.

 

الكاتب : حمودي / حمادي " كاتب موريتاني "

[email protected]

 

ثلاثاء, 02/12/2014 - 10:01

          ​